مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية

موقع ينشر فكر المرجع العراقي آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تحريم الغناء في القران الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن المرجعية
فضلائي نشط
فضلائي نشط



المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 10/05/2008

تحريم الغناء في القران الكريم Empty
مُساهمةموضوع: تحريم الغناء في القران الكريم   تحريم الغناء في القران الكريم Emptyالأحد مايو 11, 2008 8:11 am

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الأطيبين الأطهرين
تحريم الغناء في القران
إن المفاهيم التربوية المتضمنة في الآيات القرآنية تستوعب بشموليتها الوجود الإنساني في جميع أدواره حيث تتابعه في أول خطواته التكوينية منذ انعقاد النطفة حتى ظهوره على مسرح الحياة ثم متابعته لتكشف له عن عوالم البرزخ وعرات القيامة فتضفي بذلك على وجوده امتداد اكبر من خلال ربطه بهذه العوالم المستقبلية حتى ليتصور إن وجوده منحصر بهذه الحفنة من السنين التي تستهلك معظمها في الحاجات الضرورية ذات الارتباط العضوي بالجسد 0 وهنا يأتي دور القراءة الواعية للقران في انتشال الإنسان من حالة الاندماج التام بواقعه فيما لو كان هذا الواقع منحطا وتافها فيرفع بصره الى حقائق الوجود والى القيم الكامنة في صميمه لان حركة الإنسان الدائرية حول الهموم اليومية التي تحيط به تخلق عنده تصورا بأن وجوده منحصر بهذه الحياة الدنيا فينهمك في حدود هذا التوهم واذا حاول الخروج من هذا النطاق الضيق بأن يتلذذ ليتسنى عن ركب الحياة وصعوباتها جاءت لذاته من صميم واقعه المغلق فلا تخرجه من جوه الخانق وانما تزيده لصوقا واصرارا عليه لانها لذات حسية من طبيعة الواقع المنتمي اليه ومن هذه اللذات استماع الغناء 0
ولكن الإنسان ليس صيرورة تائهة لتفرض عليها حتمية الواقع ومعادلات البيئة بل له دور فاعل باعتباره كائن هادف ومختار يستطيع الارتفاع والتسامي عن حدوده ، فتأتي قراءة القران محاولة واعية لتخرجه من نطاق واقعه ولكن ليس بالفرار منه كما يحدث عند استماع الغناء وانما من خلال لفت انتباهه الى العوالم الاخرى التي لابد من المرور بها وفي ذلك تسلية عظيمة لنا عن هموم الدنيا ولو على نحو التصور العقلي فان القارئ الواعي للقران سينظر من خلاله وبرؤية حسية الى عالم البرزخ والقيامة والجنة والنار في تصويرها الفني الرائع الذي حرص القران عليه ، فتخبره اياته عن النعيم الاخروي الدائم الذي لا ينفذ و لا تعكره منغصات الدنيا فيتسلى بذلك عن حرمان اللذات العاجلة0
والقران حريص على بناء شخصية المؤمن بعيدا عن الذوبان باللذات الحسية واستبدالها بأخرى اكثر رقي، وهذا ما صرح به الامام السجاد في مناجاته التي ترسم نظرية اهل البيت عليهم السلام عن مفهوم اللذة الحقيقية الدائمة(واستغفرك من كل لذة بغير ذكرك ومن راحة بغير انسك ومن كل سرور بغير قربك).
انها اللذة الحقبقية والراحة النفسية التي عجز الإنسان في اغلب مراحل تاريخه عن بلوغها وادراكها لانشغاله باللذات المزيفة والمسرات التي يختلقها بذهنه القاصر للفرار من صرامة الحياة المادية.
وهنا يأتي القران والذكر المستمر ليصادر جميع اللذات المزيفة التي تستحيل الى الاوهام ،فالامام عليه السلام يحاول إن يجعل المؤمن حتى في تلذذه انسانا راقيا لاينخدع ببريق اللذة الجسدية التي هي وفي حقيقتها اقرب ما تكون الى الخيال الذي يتبدد امام وهج الحقيقة .
نظرية اللذة عند اهل البيت عليهم السلام تكشف للمؤمن كيف يرتاح من نصب الحياة وارهاق الواقع وكيف يتنفس الصعداء من الحاحه المستمر باللجوء الى الذكر واستشعار الانس بالخالق العظيم عندما يجلس فيفرغ فكره من كل مشاغل الحياة وتعلقاتها ليقرأ القران فتنساب حلاوته الى جنبات نفسه لانه كلام الله المتضمن لذاته الحقيقية التي تذوقها الانبياء عليهم السلام فكادوا من اثرها إن يهجروا الدنيا وما فيها .
ولااريد من هذا الكلام الدعوة الى مصادرة جميع المشاعر الانسانية المركوزة عند الجميع ولكن القصد إن تهذب هذه المشاعر فلاتتجبر وتطغى لتسد علينا منافذ الحياة .
والقران عندما يحرم الغناء لانه لذة متدنية من افرازات القصور الإنساني التي لاتزيد الإنسان الا لصوقا بهذه الجثة الحيوانية وانغلاقا على ذاته بينما يريد القران إن ينطلق الإنسان بعيدا عن اسوار النفس الامارة بالسوء فتكون كل اياته تحريما للغناء لان مفاهيمها العالية تتناقض مع مفهومه الحسي وان وجدت بعض الآيات التي اعتبرها المفسرون دليلا على حرمته في القران :كقوله تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين )،قال في مجمع البيان : اكثر المفسرين على إن المراد بلهو الحديث الغناء.
وعن زيد الشحام قال :سألت اباعبدلله عليه السلام عن قوله (اجتنبوا قول الزور ) قال الغناء .
وعن محمد بن مسلم عن ابي جعفر الباقر عليه السلام: قال الغناء مما وعد الله عليه النار ،وتلا هذه الاية (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين ).
ولكن تبقى كل اية في القران تشجب الغناء وتحاربه لاسباب منها:
1- إن مفهوم الغناء يشمل اللهو بكل ابعاده الذي يدعو الى الدوران حول صنم الذان بينما يمثل واقع القران الجدية في نظرة المؤمن الى قيم الحياة والتجرد من الانانية وان تكون شخصيته واقعية فلا يحلق فيفي فضاء الخيال الجامع كما يحدث لمستمع الغناء.
2- يمثل القران دعوة ليسموا الى افاق واسعة نحو الكمال اللامتناهي بينما يعني الغناء الكلام الادمي الملحون الذي يدعوا الى التسافل والانحطاط لانه يزور قيم الحياة والمجتمع ويجعل المحتوى الداخلي للانسان مفرغا منها.
3- إن روح القران الكريم ومركزه يتمثل بالتوحيد وربط الإنسان وجميع اماله وتطلعاته وتعلقاته بالله عزوجل دون غيره من الالهة المزيفة التي نصبت لتحول دون حركة الإنسان بأتجاه خالقه بينما يمثل مفهوم الغناء الشرك الصريح من خلال اتخاذ المغنين اصناما تقدس بدون استحقاق لهذا التقديس والتقدير ،حتى نافس هؤلاء المغنون العلماء والمفكرين من جهة الاهتمام بهم ،ويتحقق الشرك عند استماع الغناء لانه يدعو الى عبادة الادميين لما ينطق به المغني من الفاظ والتغزل الى درجة الخضوع التام،وكأنه لايوجد في محتوى الحياة سوى العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة.
4- إن القران بأكمله يحرم الغناء لانه يهبط بالمرأة لما تمتلكه من عوامل الاثارة فتنحصر العلاقة بين الرجل والمرأة بدرجة الاشباع الجنسي الحسي بينما يسمو القران بهذه العلاقة الى اعلى درجات التقديس.
وهذا الضجيج العاطفي الاجوف الذي يثيره الغناء يجعل الشباب خاصة يعيشون اجواء معركة وهمية يجرد معظم سني عمره لخوض غمارها،حيث تنحصر هموم الإنسان المصيرية بعلاقة عاطفية ذات ابعاد وشعاب مختلفة تجعله كائنا ضعيفا يستجدي العطف من الطرف الاخر الذي يمثل قبلة التطلعات ورضاه منتهى الامال.
هذه المشاعر يحرص القران إن يتوجه بها الإنسان صوب الحبيب الحقيقي الذي يستحق التضحية والعطاء والذي يزيد حبه الإنسان قوة ورفعة لانه يمده بطاقة تجعله مستعدا للموت في سبيله والحبيب الحقيقي هو الله عزوجل (يحبهم ويحبونه).
هذه المحبة المتبادلة التي تخلق الإنسان الكامل حرص اهل البيت عليهم السلام على بناءها في مناجاتهم (الهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا،ومن ذا الذي انس بقربك فابتغى عنك حولا )ومن هذا التقرير السجادي نفهم لماذا يحرص الإنسان إن يتوجه بكل مشاعره الى اخر من جنسه والسر في ذلك لانه لم يتذوق حلاوة الحب الالهي فراح يبحث في الارض عن تجربة حب ولو مزيفة تسد هذا الفراغ العاطفي وكان الحب الالهي والادمي نقيضان لايجتمعان في قلب واحد.
وعندما سئل النبي صلى الله عليه واله عن العشق والعشاق قرر صلى الله عليه واله بلأنهم ذوو قلوب خلت من محبة الله فأبتلاه الله بحب غيره.
وللكلام صلة ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تحريم الغناء في القران الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية :: خاص بالمرجع (دام ظله) :: مجمع القرآن الكريم-
انتقل الى: