مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية

موقع ينشر فكر المرجع العراقي آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحلقة الرابعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن المرجعية
فضلائي نشط
فضلائي نشط



المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 10/05/2008

الحلقة الرابعة Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الرابعة   الحلقة الرابعة Emptyالأحد مايو 11, 2008 7:53 am

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الأطيبين الأطهرين
رابعا: الجانب التثقيفي
أولت السيدة زينب (ع) الجانب الثقافي للمرأة ركنا مهما في منهجيتها فبالعلم تميز الإنسان على سائر المخلوقات {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}،و(العلم رأس الخير كلّه) كما يقول الرسول الأعظم (ص)، فالعلم إذن ساحة تنافس بين بني البشر، يتقدم فيها صاحب العلم الأوفر، والمرأة معنية بهذا التنافس العلمي، ولا تقل قيمتها عن الرجل فكان من وصايا النبي الأعظم(ص): (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) وبذا يصبح طلب العلم وتلقي المعرفة من الواجبات الشرعية على المرأة لكنّ ظروف التخلّف هي التي جعلت المرأة عندنا أسيرة الجهل فحرمت الكثيرات من تأدية هذا الواجب، وما الجهل المتعمد في أوساط نسائنا اليوم إلا دليل واضح على الانحراف المقصود عن سيرة النبي ومنهجية أهل البيت واعتناق الجاهلية من غير قصد واعتبار المرأة دمية بيت لا يمكنها التحرك أو إبداء الرأي أو التعلم أو الظهور، وتغطية وجهها لأنه عورة وصوتها عورة مفاهيم دحضها المولى عز وجل بحقوق المرأة المتعددة الواردة في القرآن وبالسنن كوجوب إظهار الوجه والكفين أثناء الطواف حول الكعبة عند أداء فريضة الحج وبذاك الزحام الكبير ولا يجوز أن يكون لها طريق مختلف عن طريق الرجل في الطواف، فثقافة الروح كان من الأمور الملزمة للرجل والمرأة في تفهم شخصية المرأة وحقوقها، وأية قراءة متعمقة في شخصية السيدة زينب تمنحنا دافعا لتجاوز هذا الواقع السلبي، فكان اهتمام السيدة زينب منذ مرحلة الطفولة بتلقي العلم والمعرفة واضحا لدى قراءة مسيرتها المباركة فقد روت خطبة أمها الزهراء حول فدك وهي في السادسة من العمر ورواها عنها حبر الأمة كما أشار الإمام أحمد بن حنبل وابن أبي الحديد المعتزلي وغيرهم، والخطبة الفاطمية هذه خطبة هامة وطويلة ومفصلة وروت أيضاً عن أبيها علي وعن أخويها الحسن والحسين،ولم تحتكر السيدة زينب العلم لذاتها، بل أفاضت من علمها ومعرفتها على أبناء الأمة، فكانت تتحدّث لا للنساء فحسب بل حدّثت العديد من رجالات بيتها وسائر الأصحاب والتابعين. كما كانت مهتمّةً بتعليم النساء وتثقيفهنّ ضمن مجالسها العلمية وهذا ما ظهر في أيام خلافة أبيها الإمام علي(ع) في الكوفة فقد أسست أول مؤسسة علمية ثقافية لتعليم المرأة في الكوفة بين عام 35-40للهجرة تعلم فيها تفسير القران والحديث وتوجيهات الخليفة وتعتبر هذه المؤسسة هي الأولى في صدر الدولة الإسلامية لأن المرأة نواة المجتمع لا زينة وتحفة يجب تخبئتها والمرأة أساس إصلاح المجتمع لذا كان الاعتماد الرباني في نهضة إصلاح الأمة على اجتماع الرجل (الحسين) والمرأة (زينب) فكان أحدهما رديف الأخر في الإصلاح. ومن يقول: (إن هذه زينب وليست كبقية النساء) فهذا أمر صحيح ولكن هدف المسيرة الزينبية وحرصها هو أن تكون كل امرأة صالحة هي زينب، ألم نقرأ قول الله عز وجل (عبدي أطعني تكن مثلي أو مثلي تقل للشيء كن فيكون) فالطاعة هي بالامتثال للمراسيم الربانية وبذلك سوف يصبح العبد في طاعة مطلقة لا تشوب منهجيته أي شائبة وتصفى سرائره ونواياه فتدخل فيه روح الله التي تقول للشيء كن فيكون وهذا ما حصل للسيدة زينب(ع) وإلا كيف تمكن صوتها من إخراس قادة الظلم والجهالة الذين لا يفقهون إلا القتل والترويع في إذلال مناوئيهم واعتماد التدمير والفسق والفجور منهجية لسياساتهم، لولا أن روح الله دخلت زينب فأخرست الظالم وانصاع لأمرها وحديثها، وأحدث خطابها صحوة في ضمائر كبار الحاضرين كممثل ملك الروم الذي فزع وأبدى انزعاجه قائلاً: (إنّ عندنا في بعض الجزائر كنيسة فيها حافر حمار عيسى، ونحن نحجّ إليه كل عام من الأقطار، وننذر له النذور، ونعظّمه كما تعظّمون كعبتكم، فأشهد أنكم على باطل) (ينابيع المودة: ج3ص29)،وروي أنه كان في مجلس يزيد هذا حبر من أحبار اليهود فقال: (من هذا الغلام يا أمير المؤمنين؟) قال: (هو علي بن الحسين)، قال: (فمن الحسين؟) قال: (ابن علي بن أبي طالب)، قال: (فمن أمه؟) قال: (أمه فاطمة بنت محمد)، فقال الحبر: (يا سبحان الله ! فهذا ابن بنت نبيكم قتلتموه في هذه السرعة؟ بئسما خلفتموه في ذريته والله لو ترك فينا موسى بن عمران سبطا من صلبه لظننا أنا كنا نعبده من دون ربنا وأنتم إنما فارقكم نبيكم بالأمس، فوثبتم على ابنه فقتلتموه؟ سوأة لكم من أمة)،فأمر به يزيد فوجئ في حلقه ثلاثا، فقام الحبر وهو يقول: (إن شئتم فاضربوني، وإن شئتم فاقتلوني أو فذروني فإني أجد في التوراة أن من قتل ذرية نبي لا يزال ملعونا أبدا ما بقي، فإذا مات يصليه الله نار جهنم)(بحار الأنوار: ج54 ص139)، وممّن أظهر استنكاره وإدانته لما حدث، الزعيم الديني لليهود (رأس الجالوت) فقد قال: (إن بيني وبين أبي داود سبعين أبا وإن اليهود إذا رأوني عظموني وعرفوا حقي وأنتم ليس بينكم وبين نبيكم إلا أب واحد قتلتم ابنه!) (جواهر المطالب لابن الدمشقي: ج2ص274)، ومن داخل الأسرة الأموية كان السخط والاستنكار، فابنة يزيد عاتكة، بادرت إلى رأس الإمام فطيّبته، وندبت الحسين(ع)،أما معاوية بن يزيد، فموقفه واضح، إذ رفض حتى تولّي الخلافة بعد أبيه يزيد، وأعلن تنديده بسياسات أبيه وجدّه. وهند زوجة يزيد ، لم تستطع كتمان ألمها واعتراضها فتقنّعت بثوبها وخرجت، فقالت: (يا أمير المؤمنين أرأس الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله؟). قال: (نعم، فاعولي عليه، وحدّي على ابن رسول الله، عجلّ عليه ابن زياد فقتله قتله الله) (تاريخ الطبري: ج4ص356). هذا الاستنكار من مختلف الأوساط، أظهر ليزيد فشل سياسته وتخطيطه، وجعله يتمنّى لو لم يقدم على قتل الحسين.
إذاً بإمكان المرأة أن تغير المفاهيم وتقلب الموازين لو عرفت قدرها وصححت مسيرتها وانتهجت منهج الصالحين، وتصبح في سدة القيادة كما كانت زينب المقدسة قائدة الجماهير بعظمتها وصدقها وعفتها ومهابتها وإيمانها.
ويروي الصدوق من أنّه كانت لزينب نيابة خاصّة عن الإمام الحسين (ع) بعد شهادته، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام، حتى برؤ الإمام زين العابدين. وشهادة الإمام المعصوم زين العابدين بحقها خير دليل لرفعة درجة علمها حيث قال لها: (أنت بحمد الله عالمة غير معلّمة وفهمة غير مفهّمة). وكذلك حبر الأمة روى عن السيدة زينب وقال: (حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي) فذلك يدل على علو مكانتها العلمية والمعرفية.
فالجانب التثقيفي والتعليمي كان بارزا في منهجية السيدة زينب ومسيرتها المظفرة التي أرادت من خلاله إجهاض الجهل في المجتمع وتخليصه من رواسب الجاهلية التي ابتلي بها نتيجة تلك الإفرازات التي فرضت عليه بغضا وحقدا وكراهية، إلى جانب تزويد الإنسان بثقافة الديمقراطية الملتزمة بتعاليم الله وقوانينه.

خامسا: الجانب الإصلاحي
مما سبق يمكننا معرفة وتعريف الإصلاح الذي قامت به السيدة زينب (ع) في بناء شخصية الإنسان على أساس متين في بناء العزة والكرامة ومواجهة هدم النفوس وقهرها عن طريق الارتباط المباشر بالله تعالى وعدم الاكتراث لعنجهية الأفراد أيا كانوا وحيثما وجدوا، فالعبد المرتبط بربه حقا لا يرى قيمة لأية ظلامة يواجهها لأنه يمتلك الحرية التي لا يمتلكها أي كان حتى لو كان ظالمه في سدة السلطة وتحت أي حصانة، فحصانة الله تعالى لا تفوقها أي حصانة ولا تقتحمها أكبر القوى وأعتاها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحلقة الرابعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية :: خاص بالمرجع (دام ظله) :: مناسبات أهل البيت (عليهم السلام)-
انتقل الى: