مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية

موقع ينشر فكر المرجع العراقي آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطبة الزهراء عليها السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن المرجعية
فضلائي نشط
فضلائي نشط



المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 10/05/2008

خطبة الزهراء عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: خطبة الزهراء عليها السلام   خطبة الزهراء عليها السلام Emptyالأحد مايو 11, 2008 2:18 am

[center]خطبة السيدة فاطمة الزهراء ( ) في المسجد وشرحها بإيجاز
روى العلامة الطبرسي في كتابه الاحتجاج بسنده عن عبد الله بن الحسن [ هو عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن طالب ( ) ] باسناده عن آبائه ( عليهم السلام ) : انه لما أجمع [ أي أحكم النية والعزيمة ] أبو بكر وعمر على منع فاطمة ( ) فدكا وبلغها ذلك لاثت [ أي لفته ] خمارها [ الخِمار : المقنعة ، سميت بذلك لان الرأس يخمر بها أي يغطى ] على رأسها ، واشتملت [ الاشتمال الشيء جعله شاملا ومحيطا لنفسه ] بجلبابها [ الجلباب : الرداء والازار ] واقبلت في لمة [ أي جماعة وفي بعض النسخ في لميمة بصيغة التصغير أي في جماعة قليلة ] من حفدتها [ الحَفَدَة : الاعوان والخدم ] ونساء قومها تطأ ذيولها [ أي ان اثوابها كانت طويلة تستر قدميها فكانت تطأها عند المشي ] ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ( ) [ الخُرم : البرك ، النقص ، والعدول ] حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد [ أي جماعة ] من المهاجرين والانصار وغيرهم ، فنيطت [ أي علقت ] دونها ملاء‌ة [ الملاء‌ة الازار ] فجلست ثم أنت انة اجهش [ اجهش القوم : تهيئوا ] القوم لها بالبكاء ، فارتج المجلس ، ثم امهلت هنيئة حتى اذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم ، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله ، فعاد القوم في بكائهم ، فلما امسكوا عادت في كلامها ، فقالت ( ) : الحمد لله على ما انعم ، وله الشكر على ما الهم ، والثناء بما قدم ، من عموم نعم ابتداها ، وسبوغ آلاء أسداها ( أي نعم شاملة أعطاها ) ، وتمام منن والاها ( أي نعمة بعد نعمة )، جم عن الاحصاء عددها (أي كثرت هذه النعم بحيث لا تعدّ ولا تحصى ) ، ونأى عن الجزاء امدها ( أي بعُد) ، وتفاوت عن الادراك ابدها ( أي اختلف ) ، وندبهم ( دعاهم ) لاستزادتها بالشكر لاتصالها ، واستحمد إلى الخلائق باجزالها ، وثنى بالندب إلى امثالها ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الاخلاص أولها ، وضمّن القلوب موصولها ( أي جعل القلوب محتوية لمعنى التوحيد ) ، وأنار في التفكر معقولها ، الممتنع من الابصار رؤيته ، ومن الالسن صفته ، ومن الاوهام كيفيته ، ابتدع الاشياء لا من شيء كان قبلها ، وانشأها بلا احتذاء ( أي اقتداء ) امثلة امتثلها كونها بقدرته ، وذرأها ( أي خلقها ) بمشيته ، من غير حاجة منه إلى تكوينها ، ولا فائدة له في تصويرها ، الا تثبيتا لحكمته ، وتنبيها على طاعته ، واظهارا لقدرته ، تعبدا لبريته ، واعزازا لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، زيادة لعباده من نقمته ، وحياشة [ حاش الابل : جمعها وساقها ] لهم إلى جنته ، واشهد ان أبي محمدا عبده ورسوله ، اختاره قبل ان ارسله ، وسماه قبل ان اجتباه ، واصطفاه قبل ان ابتعثه ، اذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الاهاويل مصونة ( أي وحشة ظلمات الغيب ) ، وبنهاية العدم مقرونة ، علما من الله تعالى بما يلي الامور ، واحاطة بحوادث الدهور ، ومعرفة بمواقع الامور ، ابتعثه الله اتماما لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وانفاذا لمقادير حتمه ، فرأى الامم فرقا في اديانها ، عكّفا على نيرانها ( ملازمة على عبادة النار ) ، عابدة لاوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبي محمد ( ) ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها [ أي مبهماتها وهي المشكلات من الامور ] وجلى عن الابصار غممها [ الغمم : جمع غمة وهي : المبهم الملتبس وفي بعض النسخ ( عماها ) ] وقام في الناس بالهداية ، فانقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الطريق المستقيم . ثم قبضه الله اليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وايثار ، فمحمد ( ) من تعب هذه الدار في راحة ، قد حف بالملائكة الابرار ، ورضوان الرب الغفار ، ومجاورة الملك الجبار ، صلى الله على أبي نبيه ، وأمينه ، وخيرته من الخلق وصفيه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته . ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت : انتم عباد الله نصب امره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ، وامناء الله على انفسكم ، وبلغائه إلى الامم ، زعيم حق له فيكم ، وعهد قدمه اليكم ، وبقية استخلفها عليكم : كتاب الله الناطق ، والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع ، بينة بصائره ، منكشفة سرائره ، منجلية ظواهره ، مغتبطة به اشياعه ، قائدا إلى الرضوان اتباعه ، مؤد الى النجاة استماعه ، به تنال حجج الله المنورة ، وعزائمه المفسرة ، ومحارمه المحذرة ، وبيناته الجالية ، وبراهينه الكافية ، وفضائله المندوبة ، ورخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة . فجعل الله الايمان : تطهيرا لكم من الشرك ، والصلاة : تنزيها لكم عن الكبر ، والزكاة : تزكية للنفس ، ونماء في الرزق ، والصيام : تثبيتا للاخلاص ، والحج : تشييدا للدين ، والعدل : تنسيقا للقلوب ، وطاعتنا : نظاما للملة ، وامامتنا : امانا للفرقة ، والجهاد : عزا للاسلام ، والصبر : معونة على استيجاب الاجر ، والامر بالمعروف : مصلحة للعامة ، وبر الوالدين : وقاية من السخط ، وصلة الارحام : منساه [ أي مؤخرة ] في العمر ومنماة للعدد ، والقصاص : حقنا للدماء ، والوفاء بالنذر : تعريضا للمغفرة ، وتوفية المكائيل والموازين : تغييرا للبخس ، والنهي عن شرب الخمر : تنزيها عن الرجس ، واجتناب القذف : حجابا عن اللعنة ، وترك السرقة : ايجابا بالعفة ، وحرم الله الشرك : اخلاصا له بالربوبية ، (( فاتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن الا وأنتم مسلمون )) ، واطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فانه انما يخشى الله من عباده العلماء . ثم قالت : ايها الناس اعلموا ، اني فاطمة وأبي محمد ( ) اقول عودا وبدوا ، ولا اقول ما اقول غلظا ، ولا افعل ما افعل شططا [ الشَطَط : هو البعد عن الحق ومجاوزة الحد في كل شيء ] (( لقد جاؤكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم [ عنتم : انكرتم وجحدتم ] حريص عليكم بالمؤمنين روؤف رحيم )) . فان تعزروه وتعرفوه : تجدوه أبي دون نسائكم ، واخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزى اليه ( ) ، فبلّغ الرسالة ، صادعا [ الصدع هو الاظهار ] بالنِذارة [ الانذار : وهو الاعلام على وجه التخويف ] مائلا عن مدرجة [ هي المذهب والمسلك ] المشركين ، ضاربا ثبجهم [ الثَبَج : وسط الشيء ومعظمه ] آخذا باكظامهم [ الكَظَم : مخرج النفس من الحلق ] داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يجذ الاصنام ( يجذ ) أي يكسر ] وينكث الهام ، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر ، حتى تفرى الليل عن صبحه [ أي انشق حتى ظهر وجه الصباح ] واسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشياطين [ الشقاشق : جمع شِقشقة وهي : شيء كالربة يخرجها البعير من فيه اذا هاج ] وطاح [ أي هلك ] وشيظ [ الوشيظ : السفلة والرذل من الناس ] النفاق ، وانحلت عقد الكفر والشقاق ، وفهتم بكلمة الاخلاص [ أي كلمة التوحيد ] في نفر من البيض الخماص [ المراد بهم اهل البيت عليهم السلام ] وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب [ أي شربته ] ونُهزة [ أي الفرصة ] الطامع ، وقبسة العجلان [ مثل في الاستعجال ] وموطئ الاقدام [ مثل مشهور في المغلوبية والمذلة ] تشربون الطَرق [ ماء السماء الذي تبول به الابل وتبعر ] وتقتاتون القِدّ والورق [ سير بقد من جلد غير مدبوغ ] اذلة خاسئين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فانقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد ( ) ، بعد اللتيا والتي ، وبعد أن مني ببهم الرجال [ أي شجعانهم ] وذؤبان العرب ، ومردة اهل الكتاب ، (( كلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله)) ، او نجم [ أي ظهر ] قرن للشيطان [ أي امته وأتباعه ] او فغرت فاغرة من المشركين [ أي الطائفة منهم ] قذف أخاه في لهَوَاتها [ اللهوات وهي اللحمة في اقصى شفة الفم ] فلا ينكفيء [ أي يرجع ] حتى يطأ صماخها باخمصه [ الاخمص مالا يصيب الارض من باطن القدم ] ويخمد لهبها بسيفه ، مكدودا في ذات الله ، مجتهدا في أمر الله ، قريبا من رسول الله ، سيدا في أولياء الله ، مشمرا ناصحا ، مجدا ، كادحا ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وانتم في رفاهية من العيش ، وادعون [ أي ساكنون ] فاكهون [ أي ناعمون ] آمنون ، تتربصون بنا الدوائر [ أي صروف الزمان أي كنتم تنظرون نزول البلايا علينا ] وتتوكفون الاخبار [ أي تتوقعون اخبار المصائب والفتن النازلة بنا ] وتنكصون عند النزال ، وتفرون من القتال ، فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ، ومأوى اصفيائه ، ظهر فيكم حسكة النفاق (وحسكة النفاق عداوته) وسمل [ أي صار خلقا ] جلباب الدين [ الجلباب الازار ] ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل [ أي من خفى ذكره وكان ساقطا لا نباهة له ] الاقلين ، وهدر [ الهدير : ترديد البعير صوته في حنجرته ] فنيق [ الفحل المكرم من الابل الذي لا يركب ولا يهان ] المبطلين ، فخطر [ خطر البعير بذنبه اذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه ] في عرصاتكم ، واطلع الشيطان رأسه من مغرزه [ أي مايخفى فيه تشبيها له بالقنفذ فانه يطلع رأسه بعد زوال الخوف ] هاتفا بكم [ أي حملكم على الغضب فوجدكم مغضبين لغضبه ] فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرة فيه ملاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا ، واحمشكم فألفاكم غضابا فوسمتم [ الوسم اثر الكي ] غير ابلكم ووردتم [ الورود : حضور الماء للشرب ] غير مشربكم ، هذا والعهد قريب والكُلم [ أي الجرح ] رُحيب [ أي واسع ] والجرح لما يندمل [ أي لم يصلح بعد ] والرسول لما يقبر ، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ،( ألا في الفتنة سقطوا ، وان جهنم لمحيطة بالكافرين) ، فهيهات منكم ، وكيف بكم ، وانى تؤفكون ، وكتاب الله بين اظهركم ، اموره ظاهرة ، واحكامه زاهرة ، واعلامه باهرة ، وزواجره لايحة ، وأوامره واضحة ، وقد خلفتموه وراء ظهوركم ، أرغبة عنه تريدون ؟ ام بغيره تحكمون ؟ بئس للظالمين بدلا ، (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) . ثم لم تلبثوا الا ريث أن تسكن نفرتها [ نفرت الدابة جزعت وتباعدت ] ويسلس [ أي يسهل ] قيادها ، ثم اخذتم تورون وقدتها [ أي تخرجون لهبها ] وتهيجون جمرتها ، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي ، واطفاء انوار الدين الجلي ، واهمال سنن النبي الصفي ، تشربون حسوا [ الحسو : هو الشرب شيئا فشيئا ] في ارتغاء [ الارتغاء : هو شرب الرغوة وهي اللبن المشوب بالماء وحسوا في ارتغاء : مثل يضرب لمن يظهر ويريد غيره ] وتمشون لاهله وولده في الخَمرة [ الخمر : ماواراك من شجر وغيره ] والضَراء [ أي الشجر الملتف بالوادي ] ونصبر منكم على مثل حز [ أي القطع ] المدى ، ووخز السنان في الحشاء ، وانتم الان تزعمون : أن لا إرث لنا ، ( افحكم الجاهلية تبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون) ؟ ! أفلا تعلمون ؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية : أني ابنته . ايها المسلمون أأغلب على ارثي ؟ يابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا ارث أبي ؟ لقد جئت شيئا فريا ! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ اذ يقول : ( وورث سليمان داود ) [ النمل : 16 ] وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا اذ قال : ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب ) [ مريم : 6 ] وقال : ( واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ) [ الانفال : 75 ] وقال : ( يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ) [ النساء : 11 ] وقال : ( إن ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين ) [ البقرة :180 ] وزعمتم : ان لا حظوة [ أي المكانة ] لي ولا ارث من أبي ، ولا رحم بيننا ، افخصكم الله بآية اخرج أبي منها ؟ ام هل تقولون : أن اهل ملتين لا يتوارثان ؟ أو لست انا وأبي من اهل ملة واحدة ؟ أم انتم أعلم بخصوص القرآن من أبي وابن عمي ؟ فدونكها مخطومة [ من الخِطام وهو : كل مايدخل في انف البعير ليقاد به ] مرحولة [ الرَحل : هو للناقة كالسراج للفرس ] تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم اذ تندمون ،( ولكل نبأ مستقر ، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم). ثم رمت بطرفها نحو الانصار فقالت : يامعشر النقيبة [ أي الفتية ] واعضاد الملة وحضنة الاسلام ، ماهذه الغَميزَة [ أي ضعفة في العمل ] في حقي والسِنة [ النوم الخفيف ] عن ظلامتي ؟ أما كان رسول الله ( ) أبي يقول : ( المرء يحفظ في ولده ) ؟ سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة [ أي الدسم ، أي دبرتم الامور ضدنا بكل استعجال ] ولكم طاقة بما احاول ، وقوة على ما اطلب وأزاول ، أتقولون مات محمد ( ) ؟ فخطب جليل ، استوسع وهنه [ وهنة الوهن : الخرق ] واستنهر [ أي اتسع ] فتقه وانفتق رتقه ، واظلمت الارض لغيبته ، وكسف الشمس والقمر ، وانتثرت النجوم لمصيبته ، واكدت [ أي قل خيرها ] الآمال ، وخشعت الجبال ، وأضيع الحريم ، وأزيلت الحرمة عند مماته ، فتلك والله النازلة الكبرى ، والمصيبة العظمى ، لا مثلها نازلة ، ولا بائقة [ أي داهية ] عاجلة ، اعلن بها كتاب الله جل ثناؤه ، في افنيتكم ، وفي ممساكم ، ومصبحكم ، يهتف في افنيتكم هنافا ، وصراخا ، وتلاوة ، والحانا ، ولقبله ما حل بأنبياء الله ورسله ، حكم فصل ، وقضاء حتم : ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) [ آل عمران : 144 ] . ايها بني قيلة [ قبيلتا الانصار : الاوس والخزرج ] أأهضم تراث أبي ؟ وانتم بمرئ مني ومسمع ، ومنتدى [ أي المجلس ] ومجمع ، تلبسكم الدعوة ، وتشملكم الخبرة ، وانتم ذوو العدد والعدة ، والاداة والقوة ، وعندكم السلاح والجُنة [ ما استترت به من السلاح ] توافيكم الدعوة فلا تجيبون ، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون ، وانتم موصوفون بالكفاح ، معروفون بالخير والصلاح ، والنخبة التي انتخبت ، والخيرة التي اختيرت لنا اهل البيت ، قاتلتم العرب ، وتحملتم الكد والتعب ، وناطحتم الامم ، وكافحتم البهم ، لا نبرح [ أي لا نزال ] او تبرحون ، نأمركم فتأتمرون ، حتى اذا دارت بنا رحى الاسلام ، ودر حلب الايام ، وخضعت ثغرة الشرك ، وسكنت فورة الافك ، وخمدت نيران الكفر ، وهدأت دعوة الهرج ، واستوسق [ أي اجتمع ] نظام الدين ، فأنى حرتم بعد البيان ؟ واسررتم بعد الاعلان ؟ ونكصتم بعد الاقدام ؟ واشركتم بعد الايمان ؟ بؤسا لقوم نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم ، وهموا باخراج الرسول ، وهم بدؤكم اول مرة ، اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين . ألا وقد أرى أن قد اخلدتم [ أي ملتم ] إلى الخفض [ أي السعة والخصب واللين ] وابعدتم من هو احق بالبسط والقبض ، وخلوتم بالدعة [ الدعة : الراحة والسكون ] ونجوتم بالضيق من السعة ، فمججتم ماوعيتم ، ودسعتم [ تقيأتم ] الذي تسوغتم [ تسوغ الشراب شربه بسهولة ] فان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا ، فان الله لغني حميد . ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة [ الجذلة : ترك النصر ] التي خامرتكم [ أي خالطتكم ] والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، ولكنها فيضة النفس ، ونفثة الغيظ ، وخور [ أي الضعف ] القناة [ أي الرمح ، والمراد من ضعف القناة هنا ضعف النفس عن الصبر على الشدة ] وبثة الصدر ، وتقدمة الحجة ، فدونكموها فاحتقبوها [ أي احملوها على ظهوركم ودبر البعير اصابته الدَبَرَة وهي جراحة تحدث من الرحل ] دبرة الظهر ، نقبة [ نقب خف البعير رق وتثقب ] الخف ، باقية العار ، موسومة بغضب الجبار ، وشنار الابد ، موصولة بنار الله الموقدة ، التي تطلع على الافئدة ، فبعين الله ما تفعلون ، وسيعلم الذين ظلموا أي مقلب ينقلبون . وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فاعملوا أنا عاملون ، وانتظر أنا منتظرون . فاجابها ابو بكر عبد الله بن عثمان وقال : يا بنت رسول الله ، لقد كان ابوك بالمؤمنين عطوفا كريما ، روؤفا رحيما ، وعلى الكافرين عذابا اليما ، وعقابا عظيما ، ان عزوناه وجدناه اباك دون النساء ، واخا إلفك دون الاخلاء [ الالف : هو الاليف بمعنى المألوف والمراد به هنا الزوج لانه إلف الزوجة ، وفي بعض النسخ : ابن عمك ] آثر على كل حميم ، وساعده في كل امر جسيم ، لا يحبكم الا سعيد ، ولا يبغضكم الا شقي بعيد ، فأنتم عترة رسول الله ، والطيبون الخيرة المنتجبون ، على الخير ادلتنا ، إلى الجنة مسالكنا ، وأنت يا خيرة النساء ، وأبنة خير الانبياء ، صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك ، غير مردودة عن حقك ، ولا مصدودة عن صدقك ، والله ماعدوت رأي رسول الله ، ولا عملت الا بإذنه ، والرائد لا يكذب أهله ، واني اشهد الله وكفى به شهيدا ، أني سمعت رسول الله ( ً) يقول : ( نحن معاشر الانبياء ، لا نورث ذهبا ولا فضة ، ولا دارا ولا عقار ، وإنما نورث الكتاب والحكمة ، والعلم والنبوة ، وما كان لنا من طعمة ، فلولي الامر بعدنا ، ان يحكم فيه بحكمه ) وقد جعلنا ماحولته في الكراع والسلاح ، يقاتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار ، ويجالدون المردة الفجار ، وذلك باجماع من المسلمين ، لم انفرد به وحدي ، ولم استبد بما كان الرأي عندي ، وهذه حالي ومالي ، هي لك وبين يديك ، لاتزوى عنك ، ولا ندخر دونك ، وانك وانت سيدة امة أبيك ، والشجرة الطيبة لبنيك ، لا ندفع مالك من فضلك ، ولا يوضع في فرعك واصلك ، حكمك نافذ فيما ملكت يداي ، فهل ترين ان اخالف في ذلك أباك ( ) ؟ فقالت ( ) : سبحان الله ما كان أبي رسول الله ( ) عن كتاب الله صادفا [ أي معرضا ] ولا لاحكامه مخالفا ! بل كان يتبع اثره ، ويقفو سوره ، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغى له من الغوائل [ أي المهالك ] في حياته ، هذا كتاب الله حكما عدلا ، وناطقا فصلا ، يقول : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) [ مريم : 6 ] ويقول : ( وورث سليمان داود ) [ النمل : 16 ] فبين عزوجل فيما وزع عليه من الاقساط ، وشرع من الفرائض والميراث ، واباح من حظ الذكران والاناث ، ما ازاح به علة المبطلين ، وأزال التظني والشبهات في الغابرين ، كلا (( بل سولت لكم انفسكم أمرا ، فصبر جميل ، والله المستعان على ما تصفون)) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة الزهراء عليها السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية :: خاص بالمرجع (دام ظله) :: مناسبات أهل البيت (عليهم السلام)-
انتقل الى: