مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية

موقع ينشر فكر المرجع العراقي آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بمناسبة مولد العقيلة الطاهرة زينب عليها السلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن المرجعية
فضلائي نشط
فضلائي نشط



المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 10/05/2008

بمناسبة مولد العقيلة الطاهرة زينب عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: بمناسبة مولد العقيلة الطاهرة زينب عليها السلام   بمناسبة مولد العقيلة الطاهرة زينب عليها السلام Emptyالسبت مايو 10, 2008 8:47 am

[center]جوانب من شخصية بطلة كربلاء زينب
( عليها السلام )
الجانب التربوي:
إن في منهجية السيدة زينب جانبا تربويا هاما، حيث اهتمت بتربية النفس في أحلك الظروف وأصعب الأوقات بأشكالها المختلفة رغم أنها كانت في حالة أسر وسبي مضن، وبعد قتل أخيها الإمام الحسين وإخوتها وأهل بيتها وحرق خيامهم وممارسة أزلام الجيش المعادي كافة أنواع التعذيب والقهر النفسي والجسدي لإذلالها صمدت السيدة زينب(عليها السلام) وثبتت على حالة جهادية ممتثلة لأمر الباري عز وجل إضافة لما تمتلكه من قوة إيمانية وتربية نبوية فرضت عليها مخاطبة الظروف والأشخاص بأسلوب علاجي لتنفع به الأجيال القادمة ولتقدم بذلك صورا ناصعة بكيفية التعامل مع الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان ومن أغرتهم مظاهر ترف الحياة الدنيا الزائلة ونسوا الآخرة وهم الذين باعوا آخرتهم بدنياهم وقبلوا بالباطل دون الحق وغيروا المفاهيم الكونية وساروا بركب الضلال طمعا وخوفا دون حساب لقوة الخالق الذي إن أراد أمرا أن يقول له كن فيكون، فتعاملت مع الحدث بروية وعلم ومعرفة ودراية دون أن تكترث لمظاهر الظلم والجور وأنواع العنف فقابلت الباطل بأصالتها القرآنية وتربيتها المحمدية وبلاغتها العلوية وشجاعتها الطالبية. واستمرارية لمنهجية النهضة الحسينية كانت إدارتها للمعركة الإعلامية التي قادتها بتأييد إلهي وتدبير رباني بصلابة وتحد وإصرار على رفع كلمة الله ودحض كلمة الباطل، فاستخدمت أسلوبا تربويا خاصا لكل نوع من أنواع النفسيات التي مرت بها خلال فترة السبي ليكون ذلك عبرة تسير من خلالها الأمم في بناء مجتمعاتها والحفاظ على كرامتها وعزتها ودحض الشر والانتقام من الظلم ودفعه، لا بل وكيفية رفع الظلم عن المجتمع ومحاسبة مقترفيه وهم على سدة الحكم وحفظ كرامة الإنسان مهما بلغ الظلم من بغي واستكبار وعنجهية:
تربية النفس الأمارة:
الحديث مع عمر بن سعد: بعد قتل الإمام الحسين(عليه السلام) لم يبق قائد يقود الأمة روحيا وإيمانيا سوى بضعة النبي وسليلة الوصي ونبعة الزهراء وشقيقة الإمامين سبطي رسول الله الحسن والحسين لأسباب عدة منها استشهاد الإمام القائد الحسين(عليه السلام) وقبل ذلك أن الله عز وجل خصها بهذه المهمة منذ النشأة ونزل الأمين جبرائيل(عليه السلام) يوم ولادتها في الخامس من جمادى الأولى من السنة الخامسة للهجرة على النبي وأخبره بذلك وأخبر النبي وصيه الإمام علي وابنته الزهراء والإمام بدوره أخبر الصحابة بالأمر وهذا موضوع أوضحته الدكتورة عائشة بنت الشاطئ في كتابها (السيدة زينب عقيلة بني هاشم) ورواه الإمام أحمد في مسنده (ج1، ص85) فتنصيب الله عز وجل السيدة زينب لهذا الدور القيادي بعد استشهاد الإمام الحسين هو أمر إلهي أولا، يضاف لذلك مرض الإمام زين العابدين حيث اضطلعت السيدة زينب(عليها السلام)بالمهمة العظمى في حماية رمز الإمامة من أيادي المجرمين السفاحين حكام الضلالة والردة... وعند تسلم السيدة زينب مهام قيادة الأمة بعد استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) نزلت إلى ساحة المعركة وجلست إلى جسد الحسين تخاطب الله عز وجل بصبر وإيمان لا يفوقه صبر بعد أن وضعت يديها الشريفتين تحت جسد الحسين فرفعت الجسد مخاطبة الله تعالى: (إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى).. ومخاطبة جدها رسول الله (يا جداه يا رسول الله صلى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء مقطع الأعضاء مسلوب العمامة والرداء وبناتك سبايا....) وبينما هي في هذه الحال كان عمر بن سعد يحوم حولها وحول جسد الحسين يهم في حز رأس الحسين ليقدمه لقادته كي ينال رضاهم بغضب الله فالتفتت إليه السيدة زينب مخاطبة (أي عمر... ويحك، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه) فبكى وخضبت لحيته بالدموع. إن معالجة النفس الأمارة عند السيدة زينب(عليه السلام) كانت وفق الحالة، فعمر بن سعد من الذين حضروا مجالس الإمام علي(عليه السلام) ورغم أنها على علم بقرار هذا المرتد في إقدامه على فعلته ولكنها علمت الأمة من خلال هذا الحديث كيفية التهذيب بالتأنيب لنفوس عاشت عمرا بمجالس الوعظ والإرشاد ولكنها لم تشبع من الملذات فأزلها الشيطان إلى تفضيل فتات الدنيا على نعم الآخرة.
و الحديث مع عبيد الله بن زياد: نوع آخر من أنواع علاج النفس الأمارة من حيث عبودية ابن زياد المطلقة لعبد لا يملك نفعا ولا ضرا كيزيد بن معاوية وهنا لا يوجد شيء يذكر به إنما اتخذت السيدة زينب(عليه السلام) طريق التوعية والتأديب في مخاطبتها ونهرها واستخفافها بقدره رغم تسلطه واستهتاره وغطرسته، حيث كانت لبوة تمكنت من فريستها حين أجابت بن زياد على شماتته بهم قائلة:
(الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيرا، إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، فما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ، ثكلتك أمك يا ابن مرجانة).
هذا التأديب والاستخفاف والإهانة التي وجهتها السيدة زينب(عليه السلام) لعبيد الله بن زياد هي بمثابة علاج نفسي لنفس مريضة أمارة بالسوء تشبع نقصها وماضيها الأسود فابن زياد فريد بنسبه الذي ينظر إليه بالشك، وإذا سلمنا بصحة نسبه إلى زياد بن أبيه، فإن كلمة (أبيه) لوحدها تكفي لنسف أي مفاخرة نسبية بينه وبين أي عربي آخر، فما بالك بالهاشميين؟ فالعقد النفسية التي يحملها مكنته من التجرؤ على ابن بنت رسول الله، ويزيد أرسله بهذه المهمة لعدم حصوله على قائد جيش يواجه به حفيد النبي لسقوطه وانحداره.. فجلف كهذا منحدر من أصل كهذا يعول عليه بمهمات كهذه... والسيدة زينب(عليها السلام) لعلو قدرها وعظمة شرفها ونسبها وقفت صامدة أمام هذا المنحرف رغم سلطته وإمارته وعنجهيته وجهالته المركبة وبينت له وللعالم أجمع الأعراض التي سببت مرضه والأسباب التي مهدت الطريق لاستشراء هذا المرض وبالتالي المعالجة لمثل هذه النفسية وذلك بالترفع عن محادثته وعند ردها كان الرد بالإهانة والنهر والاستخفاف والتوعية وإزهاق حالة النصر المزيف بالوعيد بقضاء الله وعقابه المحتوم عاجلا أم آجلا.
تربية النفس اللوامة:
الحديث مع أهل الكوفة ذوي النفوس المتخاذلة التي أرسلت برسائل البيعة للإمام الحسين ولكن إرهاب السلطة دعاهم إلى خيانة الإمام وخذلانه وقد ذكرنا كلامها مع أهل الكوفة وضرورة تأديب المجتمع الكوفي المحب لأهل البيت والمتردد في نصرتهم خوفا من البطش وهذان أمران متناقضان بل ازدواجية مرضية، فالحب طبيعة تمتلكها كافة المخلوقات يدافع عنها بغريزة وفطرة ولا يمكن لأحد انتزاعها مهما كان الثمن، لكن تفهم هؤلاء القوم لحب أهل البيت كان بالفطرة، وعندما سيطرت السلطة عليهم بالترهيب تارة والترغيب والوعود تارة أخرى وضعوا الأمر على كفتي ميزان إما الدنيا وزهوها أو الآخرة ووعودها فصاحب النظر القصير (وكان أغلب المجتمع وقتها) رجح الدنيا وكأن الدنيا تدوم لصاحبها فوقف بوجه الحسين وناصر معسكر البغي والانحراف الذي سرعان ما خذلهم فبكوا على خيبتهم وسوء صنعهم ولاموا أنفسهم على فعلتهم الشنعاء، ولكن ماذا ينفع الندم؟ فكان التوبيخ الزينبي الشديد والتذكير بالماضي المظلم وبالأخلاق السلبية التي يحملونها من صلف وكذب وذلة وغمز للأعداء وبما ينتظرهم في الدنيا من نتائج سخط الله عليهم ولعذاب الآخرة أشد وأشقى وخلود دائم في ذاك العذاب، كأن بيانها الأول كان تأديبا وتحذيرا ليس لأهل الكوفة في ذلك الوقت بل للأجيال القادمة، فتعاقبت من ذاك البيان أجيال ملؤها الولاء المطلق لأهل البيت والاهتمام بنشر فكرهم في كافة أرجاء المعمورة على مدى العصور درسا يتداولونه كل عام ويتذكرون فيه الألم والعناء الذي واجه أهل البيت ويلعنون بملء أفواههم من خذل أهل البيت وتهاون عن نصرتهم، واستمروا على ذلك جيلا بعد جيل رغم كل الظروف القاهرة وأشكال العنف الذي مورس عليهم من السلطات الجائرة لتتجدد واقعة كربلاء كل عام كي لا تنسى، فالخطاب الزينبي يحضرهم كل حين وصدى الصوت الزينبي يجلجل في مسامعهم دائما. نعم كان صوت زينب صحوة للوجدان وتربية للنفوس المتعبة لأن زينب(عليه السلام) كانت بهيبتها الإلهية وبهاءاتها المحمدية وشجاعتها العلوية تحمل بثبات جأش نفسا مطمئنة راضية مرضية كلماتها بطاعة الله وخطواتها لرضا الله تلمس الجرح فيرقأ وتهمس الداء فيبرأ بإذن الله عز وجل.
تربية نفسية الحاكم المتغطرس:
الحديث مع يزيد كان نوعا أخرا من تربية النفوس التي أتعبها الحقد والبغض المتوارث والكراهية لبهاء محمد ونوره الذي أشرق على ظلام الجاهلية فأنارها بضياء الإسلام واعتمد على مبدأ الرحمة والخلق العظيم والحوار البنَّاء وتجنب السيطرة والهيمنة والإكراه، فتحول حال الأمة من حال القهر والعبودية والتسلط إلى حال الديمقراطية والتحرر من العبودية لغير الله وهذا هو قوام الحرية الحقيقية التي تنشدها الأمم. فمن أحقاد الجاهلية تربع يزيد بالسيف والقهر على منبر غايته الارتداد المتعمد عن دين سيدنا محمد والعودة إلى الجاهلية الأولى وفرض نظام التسلط والهيمنة والفجور والعبث بالقوة والإذلال النفسي للمجتمع الذي تأقلم مع حضارة الإسلام المنفتحة والمحبة لكل الناس والتي اعتمدت المبدأ الرباني بأن (لا إكراه في الدين)، فواجهت السيدة زينب غطرسة وعنجهية وتمرد وجهالة يزيد بحكمة النبي وشجاعة الوصي وحلم الزهراء متحدية بقول الحق ومواجهة بكلام الله الذي اعتمدته مبدأ أساسيا في المعالجات المختلفة لأصحاب النفوس المريضة حين سمعت يزيدا يردد شعرا يفتخر فيه بما فعل،فوقفت السيدة زينب دون أن تطلب الإذن بالكلام فحمدت الله وصلت على الرسول وآله وقالت:
(صدق الله سبحانه حيث يقول: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُواْ السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهزِؤون}. أظننت يا يزيد، حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى. أنّ بنا على الله هواناً، وبك عليه كرامة؟ وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متّسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً، لا تطش جهلا).
وهنا افتتحت خطابها بكلام الله عز وجل بتذكير المُخاطَبْ ومكاشفته بما يحمل في أعماقه من تكذيب بآيات الله وعدم اعتراف بأقوال الله عز وجل واستهزاء بها حيث قال (لا خبر جاء ولا وحي نزل)، ثم وضعته بحقيقة قراراته التي ترفضها جملة وتفصيلا كحالة الأسر التي مروا بها (فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى) وإعلامه بأن ما تمكن من القيام به ليس تكريما له من الله تعالى حتى يصبح في حالة من السرور ويمكنه من التربع على عرش جدها رسول الله، فحذار من جهالتك قالت له وذكرته بقول الله تعالى{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِين}. فهي تخاطب يزيد معلنةً أنّ هذه الدولة شيدها جدها رسول الله وبنيت على تضحيات آل بيته بالدرجة الأولى (وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا) فأهل البيت هم قادة هذه الأمة وهم الأولى بالسلطة والحكم. ثم انتقلت إلى ناحية أخرى مذكرة بتفضيل أهل البيت لأن لأهل البيت فضل عظيم على يزيد بالذات، الذي كان أبوه وجدّه وأهله هم طلقاء عفو النبي(صلى الله عليه واله) عند فتح مكة لذلك خاطبته «أمن العدل يا ابن الطلقاء». فلم يتمكن يزيد من الرد والتفوه بحرف واحد، ثم استمرت السيدة زينب بخطابها وتأنيب الطاغية يزيد وتذكيره بماضيه غير المشرف فأعماله ما هي إلا استمرار لسلوكيات أسلافه المشركين والمنافقين، وذكرته السيدة زينب بجدّته (هند) أم معاوية والتي قادت حملة لقتال رسول الله والمسلمين، وأغرت وحشي بقتل الحمزة عمّ رسول الله، ثمّ مثّلت بجسده وانتزعت كبده، وحاولت مضغها، إظهارا لحقدها وبغضها لرسول الله (صلى الله عليه واله)، ولذلك لا تستغرب اعتداءات يزيد على أهل البيت(عليهم السلام) لأنها جاءت امتدادا لمنهجية العداء للنبي الأعظم وللرسالة التي جاء بها فتقول(عليها السلام): (وكيف يرتجى من لفظ فوه أكباد الأزكياء)،وتوعدته بمصير أسلافه(جده وخاله) وأنّه لاحق بهم في نار جهنم حين قالت:
(أمن العدل ياابن الطلقاء ؟ تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا؟ وكيف يرتجى من لفظ فوه أكباد الأزكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء؟ وتهتف بأشياخك، زعمت أنّك تناديهم، فلتردنّ وشيكاً موردهم، ولتودّنّ أنّك شللت وبكمت، ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت).
هذه روح القائدة السلطانة أمام الحاكم المتغطرس المتجبّر، في صرخاتها التأديبية لعنجهية ذاك الحاكم وداعية عليه: (اللهم خذ لنا بحقّنا،وانتقم ممّن ظلمنا، واحلل غضبك بمن سفكَ دماءنا وقتل حماتنا). وتتحدّاه قائلة: (فوالله ما فريت إلاّ جلدك، ولا حززت إلاّ لحمك، ولتردنّ على رسول الله، بما تحمّلت من سفك دماء ذريته، وانتهكت من حرمته في ذريته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم، ويلمّ شعثهم، ويأخذ بحقّهم: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبيلِ الل‍ه أَموْاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهمْ يُرْزَقُونَ}،وحسبك بالله حاكماً، وبمحمد خصيماً وبجبرائيل ظهيراً،وسيعلم من سوّل لك، ومكّنك من رقاب المسلمين {بِئْسَ لِلظَّالِمينَ بَدَلاً} أيّكم {شَرٌّ مَكانَاً وأَضْعَفُ جُنداً}).
وبصراحة أكثر تبدي احتقارها له، وأنها أكبر وارفع من أن تكلّمه أو تخاطبه، لولا ما فرضته عليها الظروف القاهرة فتقول:
(ولئن جرّت عليَّ الدَّواهي مخاطبتك، إنّي لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكثر توبيخك، لكنّ العيون عبرى، والصّدور حرّى! ألا فالعجب كلّ العجب، لقتل حزب الله النّجباء بحزب الشيطان الطلقاء!! فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، والأفواه تتحلّب من لحومنا، وتلك الجثث الطّواهر الزواكي، تنتابها العواسل وتعفّرها أمهات الفراعل!! ولئن اتّخذتنا مغنماً، لتجدنّا وشيكاً مغرما، حين لا تجد إلاّ ما قدّمت يداك، وما ربّك بظلام للعبيد، وإلى الله المشتكى وعليه المعوّل).
إن رهان السيدة زينب على النصر، وثقتها بالظّفر الحقيقي، لم يكن بحدود دنيا الفناء، بل تتطلّع نحو الآخرة، حيث هناك عدالة الله، وأن العاقبة للمتّقين، والخزي والعار ولظى النار مقر الظالمين. لقد تحدت يزيد في أنه لن يتمكّن من تحقيق هدفه بطمس منهج أهل البيت، مهما استخدم من قدرات: (فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها). فمنهج أهل البيت يمثّل الحقّ والعدل، ويجسّد الوحي الإلهي، وسوف يبقى الخلق متطلّعا لإحقاق الحق وتدمير الباطل وهنا تكرر تحدّيها للسلطان الجائر وتنسف القائدة الحكيمة زينب أوهامه، وتسفّه أحلامه، وتقرّر أمام مجلسه الحاشد، أنّه قد تلطّخ بوحل الهزيمة النكراء، وسقط في أسفل درك الهوان، وإن تظاهر بالنصر وتراءى له الظفر، كما تظهر أميرة المؤمنين زينب(عليها السلام) سخريتها واحتقارها لمظاهر القوة التي أحاط بها يزيد نفسه قائلةSadوهل رأيك إلاّ فند؟ وأيّامك إلاّ عدد؟ وجمعك إلاّ بدد؟. يوم ينادي المنادي: ألا لعنة الله على الظالمين). فعندما تتفحص كلمات السيدة زينب الموجهة إلى يزيد ستجد في عباراتها وصفات العلاج الدوائي والجراحي للحاكم المقهور والذي لا حول له ولا قوة أمام قوة الله التي تلبست روح وجوارح زينب القائدة المنتصرة في جولاتها المظفرة بحول وقوة الله،كما سوف ترى من هو القائد الحقيقي في الدولة، فمعلوم أن القائد هو الراعي وكلامه توجيه يجب أن تذعن له الرعية، وهذا حال قائدة الأمة زينب المقدسة يوم لم يبق قائد بعد استشهاد أخيها الإمام الحسين(عليه السلام).
تربية الطفل المضطهد:
واستكمالا لبحث الجانب التربوي لمنهجية السيدة زينب(عليه السلام) لابد من المرور بمصداقية الإيثار في هذا الجانب فقد كانت تمنح الأطفال حصتها من الطعام لأن قسوة الجيش الذي رافقهم من الكوفة إلى دمشق كانت في منتهى الصلف والجلف لأجل إذلال السيدة زينب وتحطيم معنوياتها، فلدى مرور موكبها بإحدى المناطق تصدّق الناس على الأطفال بأرغفة من الخبز، هنا توجهت القائدة زينب إلى موعظة الأطفال بقولها: (إن الصدقة حرام علينا أهل البيت) فامتنع الأطفال من تناولها، وهم في حالة أسر وقهر وعناء وجوع وعطش، وهذا درس يجب أن يتفهمه كل من ينتسب إلى البيت المحمدي بأن يكون سليل هذا البيت عاملا منتجا ومثلا أعلى يقتدي به الناس في الكد والإنتاج كما كان الرسول الأكرم والوصي المعظم وبضعة النبي فاطمة الزهراء وأهل بيتهم(عليهم السلام)، لا أن يرتدي عمامة السيادة مسترزقا بها، ويصبح عالة على المجتمع على أنه (سيّد) أو ما شابه ذلك. (فالسيّد) صفة عراقة وشرف نسب وعظمة خلق وإباء نفس تعمل لتكسب وتكدح لتعيش بكرامة وإباء وعزة وشرف يتناسب وعراقة هذه السيادة، وغير ذلك فلا. وينقل الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (ج4، ص35) قولا للنبي روته السيدة زينب (ع): (إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة وإن موالينا من أنفسنا فلا تأكل الصدقة) وكان الحديث عن مولى للنبي (ص) وهنا يجب التوقف عند هذا الحديث والتمعن في مضمونه وأن لا يمر به مرورا عابرا... فكثير من محبي أهل البيت ومواليهم يقولون (نحن خدام أهل البيت) وحتى إن بعضهم أسسوا مؤسسات وجمعيات ورابطات سميت بهذه التسمية (خَدَمَة أهل البيت وما شابه)، فخدمة أهل البيت يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى ولا ينتظر أن ينال أجرها إلا من الله عز وجل بعيدا عن طرق التسول وجمع الأموال بطرق مختلفة وأساليب شتى لأجل هذه الخدمة والترزق من هذا الباب بطرق مبتدعة، فتجنب ذلك نهى عنه الرسول ليس على أهل البيت بل على مواليهم (خَدَمَتِهِمْ) لأنهم من أنفسهم وماذا يريد الموالي أكثر من هذا التقدير النبوي فهذا رزق لا يفوقه رزق.
فتربية النفوس كانت درسا رئيسيا في منهجية السيدة زينب(عليه السلام) بأحلك الظروف وأصعب الأوقات لأجل بناء مجتمع خال من الظلم والقهر والاستبداد والعنف والذل.
اللجنة الثقافية في مكتب جماعة الفضلاء


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الجنوب
فضلائي جديد
ابن الجنوب


المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 10/05/2008
العمر : 36
الموقع : http://www.alfodlaa.com/ar/index.php

بمناسبة مولد العقيلة الطاهرة زينب عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: السلام على زينب   بمناسبة مولد العقيلة الطاهرة زينب عليها السلام Emptyالسبت مايو 10, 2008 10:47 am

[size=24][center][center][color=blue][b]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
السلام على السيدة زينب
نقدم لكم جزيل الشكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alfodlaa.com/ar/index.php
 
بمناسبة مولد العقيلة الطاهرة زينب عليها السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية :: خاص بالمرجع (دام ظله) :: مناسبات أهل البيت (عليهم السلام)-
انتقل الى: