مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية

موقع ينشر فكر المرجع العراقي آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مهدوية الإمام الحسين (ع) (ج1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كفاح الابراهيمي
فضلائي جديد



المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

مهدوية الإمام الحسين (ع)   (ج1) Empty
مُساهمةموضوع: مهدوية الإمام الحسين (ع) (ج1)   مهدوية الإمام الحسين (ع)   (ج1) Emptyالإثنين أغسطس 04, 2008 4:39 pm

الإهداء:-


إلى رمز الإصلاح والتضحية إلى صاحب التسليم المطلق والفناء المطلق إلى سيدي ومولاي الإمام الحسين (عليه السلام) .

إلى أمل البشرية المنشود وصاحب العهد المعهود إلى القائم المؤمل والعدل المنتظر إلى سيدي ومولاي الإمام الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

إلى الأب الطاهر والمظلوم الثائر الذي قال كلا بلسان ملؤه اليقين بوجه أعتى الظالمين صاحب المرجعية الرسالية والمبادئ المحمدية السيد الشهيد السعيد آية الله محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره الشريف ) عليه وعلى ولديه الشهيدين أفضل التحية والسلام .

إلى الغصن المثمر والشفيق المنذر والامتداد الصالح للمرجعية والمخصوص بالوصية سماحة آية الله الشيخ محمد موسى اليعقوبي ( دام ظله ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما.

وبعد .

إن من الأمور المسلمة والتي لا تقبل الشك إن قضية الإمام الحسين (ع) وعلى الخصوص واقعة ألطف أو يوم عاشوراء تكون نقطة مشتركة لشيعة أهل البيت (ع) بغض النظر عن مستوياتهم العلمية والاجتماعية واختلاف طبقاتهم وارتباطاتهم الثانوية وهي من الأمور التي وصل فيها المجتمع إلى مستوى معتد به من الفهم العام وان كان هناك فهم خاص ومعمق لهذه القضية المهمة إلا أن هذا ليس محل الحديث بل إن هناك قضية لا تقل أهمية عن فهم واقعة ألطف بل إنها غاية الرسالات السماوية بما فيها هذه الواقعة الجليلة وان التدرج الذي حصل في المسيرة التكاملية للبشرية من آدم (ع) إلى أن يتحقق اليوم الموعود وهو الوصول إلى تلك الغاية وهي ظهور ألإمام صاحب العصر والزمان (عج) وتطبيق الشريعة العادلة الكاملة . ومن هنا نشأت هذه الفكرة ، وهي عملية إيصال قضية ألإمام المهدي (عج) إلى الناس من خلال قضية ألإمام الحسين (ع) كونها من القضايا التي اعتاد الناس على فهمها بمستوى لا بأس به وإنها تلائم جميع المستويات . فنحاول بتوفيق من الله تعالى أن نأخذ صورة من صور واقعة ألطف أو حالة من حالات ألإمام الحسين (ع) أو موقف من مواقف أصحابه (رض) ونلبسها لباساًَ جديداًَ ينسجم مع قضية ألإمام المهدي (عج) أو قل نلبسها لباساً مهدوياً – لو صح التعبير – كون الفهم العام في المجتمع لقضية ألإمام المهدي (عج) متدنياً إلى حدٍ فضيع جداً فقضيته منسية أو شبه منسية ولا نجد –إن شاء الله تعالى – عناءً في ربط القضيتين مع بعضهما لأننا نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة } وأشهد أن أرواحكم و نوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض { ولا يحتمل أن تكون الروح والنور والطينة واحدة وبعضها من بعض ولا توجد نقاط ارتباط بين أصحاب هذه المصاديق في حالاتهم وغاياتهم وشخصياتهم بل هي واحدة كما عبر عنها هذا المقطع من الزيارة التي تعد من أفضل الزيارات متناً وسنداً وبما إن مواقف واقعة ألطف كثيرة ومتشعبة وهي مليئة بالدروس والعبر وكيف لا تكون كذلك وهي مرتبطة بسيد شباب أهل الجنة وخامس أصحاب الكساء عليهم أفضل الصلاة والسلام ، فنأخذ مجموعة من تلك المواقف الشريفة والمشرفة لتوظيفها في قضية ألإمام المهدي(عج) ويضل الباب مفتوحاً للأخوة المؤمنين الواعين لاستلهام العبرة من المواقف الباقية والله الموفق للصواب والحمد لله رب العالمين .






v الهدف من خروج ألإمام الحسين (ع) .


من المعروف عند أتباع مذهب أهل البيت (ع) إن سبب خروج ألإمام الحسين (ع) هو لطلب ألإصلاح في أمة جده رسول الله (ص) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا السبب ينسجم تماماً مع قضية ألإمام المهدي (عج) وظهوره المبارك فهو الذي يملأ ألأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وهو المصلح الذي بشرت به الرسالات السماوية إلى زمن النبي الخاتم (ص) وأئمة أهل البيت (ع) وهو المصلح الذي تنتظره الفئة الواعية من الأمة من خلال رفع مستواها العقائدي والفكري لكي لا تقع في نفس الأخطاء التي وقعت بها الأمم السابقة أبان القرون الماضية بسبب عدم فهمها لمقامات المعصومين (ع) والمصلحين الربانيين التي تسببت في إفشال العمليات الإصلاحية أو إضعاف نتائجها . ومن أسباب هذا الفشل إن الأمة لا تعرف مكانة هذا المعصوم ومقامه عند الله تعالى وأنه واسطة الفيض الإلهي وأنه لسان الله الناطق وخليفته في أرضه فحسبوه إنساناً عادياً كباقي الناس فقصّروا في نصرته وتطبيق أوامره متناسين قوله تعالى } وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وألي الأمر منكم { فإنه تعالى قرن طاعته بطاعتهم ، ونحن الآن نعيش في عصر الغيبة الكبرى وإن شاء الله نكون قريبين من عصر الظهور المبارك لأن الواجب علينا توقع ظهوره(عج) صباحاً ومساءً لكي لا تستولي علينا الغفلة والعياذ بالله ، فيتوجب علينا أن نقوم بالعملية الإصلاحية لأن لنا في رسول الله أسوة حسنة من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا الأمر يترتب عليه أن نكون خير أمة كما قال تعالى } كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر { فإذا كنا مصداقاً لهذا المعنى أصبحنا بالمستوى الذي من خلاله يمكن لنا نصرة الإمام(عج) وكلما كنا بمستوى أرقى لهذا المصداق كنا في درجة أعلى لنصرته (عج) هذا من جهة المجتمع وأما من جهة أنفسنا علينا أيضاً أن نزداد في كل يوم قرباً مما يريده الإمام (عج) وان لا يشغلنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للآخرين فننسى أنفسنا ، ونتذكر دائما قول أمير المؤمنين (ع) } من تساوى يوماه فهو مغبون{ أو نكون والعياذ بالله كالذين قال تعالى عنهم } يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون{ فالإنسان إذا سعى من كلتا الناحيتين أي في إصلاح نفسه وإصلاح المجتمع من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون في حقيقة الأمر قد سار على خطى الإمام الحسين (ع) وأما إذا أفسد نفسه وأفسد المجتمع والعياذ بالله فيكون من الواقفين بوجه الإمام الحسين(ع) وفي صفوف أعدائه وبالنتيجة يكون سبباً في تأخير الظهور المبارك فيكون مشمولاً بغضب الله تعالى ومطروداً من ساحة رحمته فيا أخوتي في الله لنكن دقيقين في اختيار أي الطريقين ولنرَ حقيقة أنفسنا ولا نكن من الغافلين .










v لا أعلم أصحاب أوفى ولا خير من أصحابي .


وهذا الحديث المشهور عن الإمام الحسين (ع) يحتاج الكثير من الوقوف والتأمل وهو حال كلام أهل بيت العصمة (ع) فإنهم فوق المخلوق ودون الخالق وكلامهم أيضا فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق وللسيد الشهيد الصدر (قده) تعليق حول هذا الحديث إذ يقول _ إن أصحاب الحسين(ع) أفضل من أصحاب بدر وأفضل من أصحاب الإمام المهدي (عج) لأن أصحاب بدر وأصحاب الإمام المهدي(عج) يقاتلون مع احتمال النصر أما أصحاب الإمام الحسين (ع) فيقاتلون مع عدم احتمال النصر _ حتى انه (ع) قال لهم في يوم عاشوراء } قوموا إلى الموت يرحمكم الله{ ومع ذلك فنحن لا ننسى عظمة أصحاب الإمام المهدي(عج) وجلالة قدرهم كيف لا وهم عصارة الغيبة الكبرى وهم خير أصحاب له (عج) فعلى الإنسان أن يشحذ همته لكي يكون من الذين يتشرفون بنصرته والاستشهاد بين يديه فإن خروجه (عج) بين عشية وضحاها كما عبرت عنه الروايات الشريفة } إن الله تعالى يصلح أمره في ليلة { فعليك أن تكون مستعداً في كل ليلة لعلها هي التي يصلح الله تعالى أمر وليه فيها وفي كل صباح تجدد العهد والبيعة كما في الدعاء } اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعةً له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبدا{ وتعوذ بالله تعالى من الانحراف والزلل عن منهجه الشريف ولا تكون كالذين كاتبوا الإمام الحسين(ع) بأنهم جنود مجندة بين يديه فلما كتب عليهم القتال انحرفوا عن طريق الحق وباءوا بغضب من الله تعالى وخسروا خسراناً كبيرا بسبب ما تستبطن نفوسهم المريضة من النفاق والخداع كما قال تعالى } فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشدّ خشية{


v هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا .


وهذا الكلام مما قاله الإمام الحسين(ع) لأصحابه ليلة عاشوراء حينما علم أن لا سبيل مع القوم إلا القتال وإنهم لا يريدون غيره فمن باب التمحيص لأصحابه وأنصاره وإظهار نواياهم وبواطنهم وكشف سرائرهم قال لهم هذا القول فوجدهم كما عهدهم لا يبالون أوقع عليهم الموت أم هم وقعوا عليه ولم يركبوا جمل الليل ولم يخذلوه وقدموا أنفسهم بين يديه وكان الموت عرسهم المنتظر وفوزهم المرتقب أما بالنسبة للإمام المهدي(عج) فلا يختلف الحال فعملية التمحيص جارية ومستمرة والجمال التي يركبها الفاشلون كثيرة ومتعددة فيكون الليل هو عبارة عن المغريات الدنيوية والحبال الشيطانية التي تزداد بمرور الأيام ظلمة وسوادا وصنوف الإغواء أصبحت أكثر تعقيدا وضراوة فمن ركبها واتخذها جملا سارت به إلى الفشل والخذلان والحرمان وأفلس من الفوز برضا الإمام(عج) والتشرف بنصرته أما المخلصين والثابتين والصابرين في غيبته فهم الذين أشرق نور الإيمان في قلوبهم وعزفوا عن التشبث بهذه الدنيا الدنية وزخرفها ومغرياتها وساروا على الصراط المستقيم والمنهج القويم ولم يستخدموا نعمة الله تعالى في معصيته فهم كما وصفتهم الروايات الشريفة } رهبان بالليل أسد بالنهار{ أي إنهم يقومون الليل ويحيونه بالصلاة والمناجاة والتذلل بين يدي الله تعالى أما في النهار فأشداء في أمر الله لا تأخذهم في الله لومة لائم يأمرون بالمعروف ونهون عن المنكر أقوياء القلوب كما وصفوا } قلوبهم كزبر الحديد{ .


v موقف مسلم بن عوسجة(رض) حيث قال } نحن نخليك هكذا وننصرف عنك وقد أحاط بك الأعداء لا والله لا يراني الله أبداً وأنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك وأموت معك{ .


وهذه إحدى الصور الشريفة والمشرّفة لأصحاب الإمام الحسين (ع) ويمكن أن تكون مضامينها والشعور بمصاديقها متجسدة عند الذين يأملون أن يكونوا من أنصار الإمام المهدي(عج) باعتبار أن حاملها هو من خير الأصحاب كما قال عنهم الإمام الحسين(ع) وهذا الخير مترتب على عمق ما يحملون من تلك المثل العليا التي ترشح عنها ذلك التفاني في حب الإمام (ع) وشدة التضحية في سبيل مبادئه السامية ، فأصحاب الإمام المهدي (ع) مشتركون معهم في تلك المفاهيم بحسب استعدادهم وقابليتهم فكأنهم يقولون للإمام(عج) } نحن نخليك هكذا{ تنتظر صحوتنا والفواق من غفلتنا وشدة تعثرنا بالعقبات التي تواجه مسيرتنا التكاملية وتحول دون وصولنا إلى المقامات التي تؤهلنا للتشرف بخدمتك سيدي .... ألا تكفي هذه المدة الطويلة من الغيبة لإشعال نار الشوق في قلوبنا لتكون سلّماً لتكاملنا ووصولنا إلى غاياتنا } وننصرف عنك{ أي نتقاعس عن قضيتنا الكبرى بالتهاون والغفلة وننصرف إلى ما يزيدنا بعدا عنك فنكون من الذين يشاركون في تأخير الظهور المبارك والعياذ بالله . ويكون التقصير أشدّ وأعظم في حال كون الإمام(عج) } قد أحاط به الأعداء{ وهذا مما لا يخفى على أصحاب القلوب الواعية والنفوس النقية من أن أعداء الإمام(عج) قد أحاطوا به منذ زمن الغيبة ولحد ألآن بل منذ ولادته بل قبل ولادته(عج) وان أكبر أعدائه وأشدهم عداوة له هو الشيطان عليه اللعنة بكل مصاديقه فلا ننسى أنه قال }ربي انظرني إلى يوم يبعثون{ فهو على رأس قطّاع الطرق إلى الله تعالى والى ما يوصل الإنسان في تكامله لنصرة الإمام(عج) ويأتي من بعده جنوده الذين هم شياطين الإنس والذين ربما يفوقون قائدهم وأستاذهم اللعين فهم يتفننون في إغواء الناس حتى عن طريق طرح قضية الإمام (عج) نفسه للوصول إلى غاياتهم الرخيصة والمتدنية فيجذبون أصحاب القلوب المريضة والعقول الضعيفة وأصحاب المقدمات الخاطئة والناقصة في فهم قضية الإمام(عج) باختراع الحيل والأساليب الواهية لإبعادهم عن جادة الصواب وإركاسهم في مستنقع الرذيلة والحيوانية ولا أظن أن الحيوان يدرك المثل العليا والقيم السامية بل همه بطنه وفرجه بل هم أشد من ذلك كما وصفهم القرآن الكريم } كالأنعام بل أضل سبيلا{ أما المؤمنون الواعون والمخلصون فيقولون } لا والله لا يراني الله أبدا وأنا أفعل ذلك { فإنهم منزهون عن تلك الرذائل ونفوسهم أعز من أن تنالها نجاسة الشيطان وأذنابه ينظرون بعين إيمانهم حقيقة ما زينه وما نصبه من الشباك من خلال جنوده وأتباعه ومن هم على شاكلته من الكافرين والمنحرفين ، وعليهم أن لا يكونوا مشغولين فقط بأنفسهم وتطهيرها وتكاملها والارتقاء بها بل إنهم يشعرون بعظم المسؤولية تجاه إخوانهم المؤمنين يمدون يد العون لهم وانتشال من يمكن انتشاله من الوقوع في فخ الشيطان وأعوانه ورشق الماء البارد على وجوههم لإيقاظهم من الغفلة والسبات بإرائتهم الطريق الحق وتذليل الصعاب أمامهم من جهة وفضح زيف الشيطان وأعوانه وإبطال خططه وتهديم أركانه من جهة أخرى كما قال مسلم بن عوسجة(رض) } حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي{ وهذا القول بالنسبة لأصحاب الإمام المهدي (عج) يكون تعبيرا عن شدة ما يصدر من المؤمن تجاه أعداء الله وأعداء الإسلام وهو خاص بالمؤمنين الأقوياء والمصلحين العظام أمثال السيد الشهيد مولاي المفدى محمد محمد صادق الصدر (قده) إذ قال } يكفيني فخراً إنني أبطلت مخططات مئة عام { بسبب عمق النظرة الثاقبة التي من خلالها كشف زيف وبطلان الكثير من خططهم ونواياهم وأبطل الكثير من مصائدهم وشباكهم ورفع من الناحية الأخرى من مستوى الأمة ونهض بها نهضة عجز عنها الكثير ممن سبقوه من قياديّ هذه الأمّة فجزاه الله تعالى عن هذه الأمّة خير الجزاء وأفضل الجزاء فقد أنعم عليه تعالى وتوجه بتاج الشهادة الذي هو نبراس الأنبياء والأئمة والمصلحين القادة وفاءً منه تعالى لمن صدق النية وأعطى غاية المجهود . ومسيرة القادة المخلصين والمصلحين الكاملين هذه لا تنتهي حتى يأذن الله تعالى بكشف ستره وإظهار أمره (عج) وأما أمثالي من الذين ليس لهم حظ هؤلاء القادة والأفذاذ السادة وتنكسر أعناقهم عند النظر إلى علو مكانتهم وسمو مقامهم ولم يحصلوا على ما أعطاهم الله تعالى بفضله من السلاح يضربون به أعناق أعداء الله وأعداء الإسلام فلا يحق لهم السكوت والحيادية أمام الأعداء بل عليهم التصدي لهم كلٌ بحسبه وبما آتاه الله من قوة ولو بالحجارة كما قال مسلم بن عوسجة(رض) } ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة { والحجارة هذه هي أقوال وأفعال البسطاء والعوام من أمثالي الذين لم يتشرفوا بحمل سيف العلم ورمح الإقدام والنزول إلى ساحات الوغى . وهذه إحدى الأحجار أرمي بها الأعداء عسى أن يوفقني الله تعالى بإصابة الهدف ورمي المزيد منها في سبيل مرضاته } وما رميت إذ رميت ولكنّ الله رمى{ فتصيب أعداء الله وأعداء رسوله (ص) أو تكون سبباً في هداية أحد الناس وإيقاضه للشعور بمظلومية الإمام المهدي(عج) والسعي لنصرته والالتفات إلى ما لم يكن ملتفتاً إليه . } ولم أفارقك وأموت معك{ ومن المؤكد إن من يشعر بهذا الشعور تجاه إمامه (عج) ويحمل بين طيّات قلبه هذه المفاهيم لا يمكن أن تفارقه حالة الشعور بوجود الإمام (عج) وحقيقة تكليفه في حال غيبته والسبل التي تعجل في ظهوره الشريف ولا يفارقه هذا الوجود المقدس في كل حركاته وسكناته فإن فراقه هو الغفلة عنه وإهمال قضيته الكبرى ، وأما الموت معه } وأموت معك{ فيكون إما بالموت الفعلي حيث يتشرف في اليوم الموعود بالاستشهاد بين يديه (عج) وهو شرف كبير لا يناله إلا ذو حظ عظيم ، وأما أن يكون بالموت المعنوي كما في الحديث الشريف } موتوا قبل أن تموتوا{ وقد يكون من قبيل الذوبان في حب الإمام(عج) والتفاني في الإخلاص له والتضحية في سبيل قضيته العالمية الكبرى .


v النداء } لمّا أصبح الصباح من يوم عاشوراء نودي الإمام الحسين(ع) وأصحابه من بطنان العرش : يا خيل الله اركبي { .


هذا النداء في يوم عاشوراء أما نحن فلنا ولإمامنا (عج) نداء أيضا يكون عند قرب الظهور المبارك باسمه واسم أبيه (ع) وهو ما عبرت عنه الروايات بالصيحة أو النداء وهي تحمل نفس المعنى لتلك الصيحة في زمن الإمام الحسين(ع) } يا خيل الله اركبي { فعلى الإنسان المؤمن المعتقد بإمامه أن يكون على أهبة الاستعداد لهذا النداء فيكون مشمولاً بتلك الخيل التي أمرت بالركوب وان لا يكون من المبعدين عن هذه الرحمة الإلهية ، وهناك فهم واضح من إن مرحلة الركوب من آخر المراحل وبما إن النداء يكون في مرحة }اركبي {فهذا يدل على إن هذا النداء خاص بالذين أتموا المراحل السابقة للركوب وكانوا على أهبة الاستعداد من الناحيتين المادية والمعنوية كما عبر عنه السيد الشهيد ( قده) في موسوعة الإمام المهدي(عج) : إن أهم ما يشترط في هؤلاء الناصرين والمؤيدين شرطان متعاضدان يكمل أحدهما الآخر وتندرج تحتهما سائر الأوصاف :-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مهدوية الإمام الحسين (ع) (ج1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية :: خاص بالمرجع (دام ظله) :: مع الامام المهدي ( عليه السلام )-
انتقل الى: