مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية

موقع ينشر فكر المرجع العراقي آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرسالة الأولى (ج1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كفاح الابراهيمي
فضلائي جديد



المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

الرسالة الأولى (ج1) Empty
مُساهمةموضوع: الرسالة الأولى (ج1)   الرسالة الأولى (ج1) Emptyالإثنين أغسطس 04, 2008 4:29 pm

الإهداء:

إلى سيدي ومولاي الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .
إلى سيدي ومولاي آية الله السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره).
إلى سيدي ومولاي آية الله الشيخ محمد موسى اليعقوبي ( دام ظله) .
إلى كل المؤمنين والمؤمنات المهتمين بالقضية المهدوية ( أعزهم الله بطاعته) .
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وأفضل الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. وبعد: إن التفكر والتأمل في كلام أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يفتح للإنسان أبوابا من العلم وآفاقا من الفهم تعود عليه وعلى إخوانه المؤمنين بالفوز والفلاح في الدارين وعسى أن ينال بها رضا الله تعالى ورضا المعصومين (عليهم السلام) وهو غاية آمال الآملين ومنتهى رغبة الواصلين ومن اللذين ساروا على هذا النهج الشريف سيدنا المولى المقدس السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) فقد ملئت فيوضات علمه قلوب المؤمنين وكانت بحق ترجمانا لعلوم المعصومين (عليهم السلام) ونورا يهدى به في طريق السالكين فجزاه الله خير جزاء المحسنين . ومن موروثات علمه ما نحن بصدد البحث عنه وهو مراسلة الإمام المهدي (عليه السلام) للشيخ المفيد (قدس سره) التي ذكرها وشرح مضامينها في كتابه الجليل (موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام) , تأريخ الغيبة الكبرى ص 145). وهناك عدة أمور كانت سببا للشروع في هذا البحث المتواضع نذكر منها على نحو الإجمال وتفصيلها يأتي إن شاء الله .

الأمر الأول: أهمية هذه الرسالة باعتبارها صادرة من مستودع العلوم النبوية الإمام المنتظر (عليه السلام).

الأمر الثاني: إنها تحتوي على توجيهات عالية ونبوءات صادقة ينبغي أن نلتفت إليها. الأمر الثالث: عدم انطباق أهم مضامين الرسالة بعصر صدورها والعصور القريبة منها مثل قوله (عليه السلام) عن الفتنة إنها ( إمارة لأزوف حركتنا ) . الأمر الرابع : عدم وجود مصاديق لبعض الحوادث في زمن صدور الرسالة مثل قوله (عليه السلام) عن الفتنه (يحششها عصب أموية يهول بها فرقة مهدية ) . الأمر الخامس: وصية الإمام (عليه السلام) في ذيل الرسالة بعدم الاطلاع عليها إلا من قبل الخاصة الموثوقين مع إنها موجهة إلى القواعد الشعبية عموما . لا بد لنا أن نذكر أولا نص الرسالة والتي هي محل البحث وان كان بودي أن الإخوة الكرام يراجعون الرسالة وشرح مضامينها في كتاب الغيبة الكبرى ولأكثر من مرة لكي تحصل الفائدة المتوخاة من البحث على أكمل وجه وهي إن الرسالة أرسلت إلى الشيخ المفيد (قدس سره) لكنها موجهة إلى القواعد الشعبية للأمام المهدي (عليه السلام) عموما والى الجيل الذي يتحقق في عصره الظهور المبارك خصوصا . نص الرسالة : للأخ السديد والولي الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان، أدام اللّه إعزازه، من مستودع العهد المأخوذ على العباد. بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين. فانا نحمد إليك اللّه الذي لا اله إلا هو، ونسال الصلاة على سيدنا ومولانا ونبينا محمد واله الطاهرين. ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحق، وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق انه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك، أعزهم الله بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته. فقف- أيدك اللّه بعونه على أعدائه المارقين من دينه- على ما اذكره واعمل على تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء اللّه. نحن وان كنا ناوين (ثاوين) بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أرانا اللّه تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين. فانا نحيط علما بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون. إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء، واصطلمكم الأعداء. فاتقوا الله جل جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمّ اجله ويحمى عنها من أدرك أمله. وهي إمارة لأزوف حركتنا ومباثّتكم بأمرنا ونهينا. واللّه متمّ نوره ولو كره المشركون. اعتصموا بالتقية، من شـب نار الجاهلية، يحششها عصب أموية، يهول بها فرقة مهدية. أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن وسلك في الطعن منها السبل المرضية. إذا حل جمادي الأولى من سنتكم هذه، فاعتبروا بما يحدث فيه، واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه. ستظهر لكم في السماء آية جلية، ومن الأرض مثلها بالسوية. ويحدث في ارض المشرق ما يحزن ويقلق. ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مراق، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق. ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، ثم يستر بهلاكه المتقون الأخيار. ويتفق لمريدي الحج من الآفاق ما يأملونه منه على توفير عليه منهم واتفاق.ولنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم والوفاق، شان يظهر على نظام واتساق. فليعمل كل امرئ منكم بما يقربه من محبتنا، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فان أمرنا بغتة فجأة، حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابه ندم على حوبة. والله يلهمكم الرشد، ويلطف لكم في التوفيق برحمته . وبعده يلي توقيع الإمام المهدي (عليه السلام) في ذيل الكتاب قبل الدخول في أصل البحث لا بد أن أوضح للأخ القارئ الكريم أن للسيد الشهيد (قدس سره)أسلوباً في كتاباته وخطبه وهو ما يسمى بنثر اللؤلؤ بين الحصا وان الشخص الذي لديه القدرة على انتشال هذا اللؤلؤ والاستفادة منه تحصل له الفائدة المرجوة دون غيره وهذا العمل يدل على حكمة الكاتب أو الخطيب ومعناه أن المستحق لهذه الأسرار سوف يوفق للالتفات إليها ومن لا يستحق لا يلتفت إليها أو لا يرى أهميتها . وقد تعرضت إلى هذا المعنى باعتبار أن البحث له ركيزتان :

الركيزة الأولى : تلك اللآليء التي ذكرها السيد الشهيد (قدس سره) بين طيّات السطور .

الركيزة الثانية : التفاتات الكاتب إلى بعض مضامين الرسالة . ونحاول أن نجعل البحث في عدة نقاط. النقطة الأولى: قوله (عليه السلام) ( فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حم أجله ويحمى عنها من أدرك أمله وهي أمارة لأزوف حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا والله متم نوره ولو كره المشركون ) . وهنا يأمر الإمام المهدي (عليه السلام) بتقوى الله تعالى ومظاهرته - أي معاونته - على أنتياشهم - أي إخراجهم وإنقاذهم - من فتنة قد أنافت - أي أشرفت عليهم - يهلك فيها من حم أجله - الذي حل وقت موته - ويحمى عنها من أدرك أمله - أي البقاء في الحياة . ثم يبن الإمام (عليه السلام) إن هذه الفتنة (أمارة لأزوف حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا ). يقول السيد الشهيد(قدس سره) لا نستطيع أن نفهم من ذلك - بطبيعة الحال - انه (عليه السلام) سوف يظهر بعد هذه الفتن فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا لأن ذلك لم يحدث فلا يكون هذا المعنى مقصودا للإمام (عليه السلام) ولا بد لهذه العبارة من تفسير . ويذكر (قدس سره) تفسيرين لهذه العبارة:

التفسير الأول : أن يكون المراد من الحركة انتقاله من العزلة إلى المجتمعات ومن البراري والجبال إلى المدن ويقول (قدس سره) إن هذا التفسير محتمل لو لا ما يوجد في التفسير الثاني .

التفسير الثاني :أن يكون المراد ظهوره وقيامه في اليوم الموعود ولكن بشكل لا يراد ظهوره في عصر إرسال الرسالة ليكون غير مطابق للواقع . بل المراد ظهوره (عليه السلام) بعد تلك الفتن ولو بزمان طويل لأنه لا ضرورة لافتراض أن تكون العلامة قبل الظهور مباشرة. ثم يقول (قدس سره) إن هذا مخالف لظاهر عبارة الرسالة فانه (عليه السلام) يقول ( وهي إمارة لأزوف حركتنا ) ولا يقال أزف الشيء ألا إذا قرب زمان حدوثه فكيف يمكن افتراض زمان طويل . ويجيب سماحة السيد (قدس سره) إننا يمكن أن نفهم من الفتن المشار إليها كأمارة على أزوف الحركة مفهوما عاما يشمل كل الانحرافات والمظالم في عصر الغيبة الكبرى ومن المعلوم إن هذه المظالم لا تنتهي إلا عند الظهور ، إذن فيكون انتهاؤها أمارة مباشرة للظهور والله العالم بحقائق الأمور . من الواضح إن احتمالية التفسير الأول تنتفي بالتفسير الثاني كما ذكره السيد الشهيد (قدس سره) أما التفسير الثاني في شقه الأول فينتفي أيضا لمخالفته لظاهر العبارة كما قال السيد الشهيد (قدس سره) أما الشق الثاني وهو بصيغة الإجابة النهائية عن أزوف الحركة وهو أن هذه الفتن تشمل كل الانحرافات و المظالم في عصر الغيبة الكبرى ويكون انتهاؤها إمارة مباشرة للظهور يمكن أن نناقشه من عدة جهات :

الجهة الأولى : إن الإمام (عليه السلام) جعل الفتنة نفسها إمارة لقرب الظهور وليس نهايتها حتى تؤخذ بشكل عام و تشمل كل الانحرافات و المظالم في عصر الغيبة الكبرى وعلى أساس هذا المعنى فهي لا تنطبق على الأزمنة السابقة ــ من زمن صدور الرسالة إلى وقتنا الحاضر ــ أي إن كل جيل توجد فيه هذه الفتنة و لا يتحقق الظهور فتكون هذه العبارة مخالفة لكل الأزمنة و ليس فقط لزمن الرسالة ويزداد الإشكال ويتسع كما هو واضح .

الجهة الثانية :إننا لو سلمنا بان الظهور سيكون في نهاية هذه الفتنة التي تشمل كل الانحرافات و المظالم في عصر الغيبة الكبرى فلن تكون مطابقة لظاهر عبارة الرسالة أيضا لان هذه الفتنة بعد استمرارها هذه المدة الطويلة لا يصدق معها ظاهر العبارة وهو أزوف الحركة ( قرب الظهور ) .

الجهة الثالثة : إن هذه الفتنة يذكرها الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع من الرسالة بصورة إجمالية ويذكر الأزوف بعدها مباشرة و بهذا المقدار لا يمكن تحديد نوع هذه الفتنة ومدتها فتكون مطابقة للمعنى الذي ذكره السيد الشهيد (قدس سره) بعد غض النظر عما قلناه في الجهة الأولى لولا أن الإمام (عليه السلام) بعد هذا المقطع من الرسالة يشرع في ذكر هذه الفتنة بشيء من التفصيل كما أشار السيد الشهيد لهذا المعنى إشارة خفية عندما يذكر المقطع الثاني وهو قوله (عليه السلام) ( اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية يحششها عصب أموية يهول بها فرقة مهدية ...... السبل المرضية ) ، حيث يقول عن هذا المقطع ( وهذا هو المنهج الذي يخططه الإمام (عليه السلام) للتخلص من هذه الفتنه ) فيرجع هذا المقطع إلى الفتنة التي ذكرها الإمام (عليه السلام) إجمالا وقال عنها (عليه السلام) إنها إمارة لأزوف حركتنا وهذا المعنى يسند قولنا بان الفتنة والأحداث التي تلحقها في نص الرسالة هي من الأحداث القريبة من عصر الظهور كما سيتضح إن شاء تعالى ، وإذا كانت هذه الفتنة محددة وفيها أحداث واضحة ومعينة فلا يمكن تطبيقها على كل الانحرافات والمظالم في عصر الغيبة الكبرى .

الجهة الرابعة : يمكن أن نأخذ بما ذكره السيد الشهيد (قدس سره) من إمكان تطبيق الفتنة على كل الانحرافات في زمان الغيبة الكبرى ولكن من زاوية أخرى وهي أن العلامات قابلة للانطباق على أكثر من زمان أي أن لها مصاديق قد تتحقق في أكثر من جيل و لكن مصداقها الأوضح وانطباقها الحقيقي يكون في اقرب الأزمنة للظهور كما في علامة السفياني فانه يمكن القول بأنه في كل زمان يوجد سفياني و لكن ليس هو السفياني الموعود أو السفياني الذي يحدث الظهور في زمان خروجه أي لا تصل الحالة إلى مرحلة الخسف .. وعلى أساس هذا المعنى يمكن أن تكون هناك حوادث مشابهة لهذه الفتنة ولكن مصداقها الأقوى يتحقق في الزمن القريب من الظهور المبارك و بما أن المفروض إن أهل كل زمان يتوقعون أن يكونوا أهل زمان الظهور وأكدت الروايات الشريفة على ترقب الظهور صباحا ومساءا فمن الأولى أن يتوقعوا أن زمانهم هو الزمان الذي يتشرفون به بالظهور الميمون و عليه لا بد من البحث عن وجوه انطباق هذه الفتنة وتفاصيلها على زماننا الحاضر باعتبارها من العلامات القريبة من عصر الظهور .

النقطة الثانية : قوله (عليه السلام) ( اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية يحششها عصب أموية يهول بها فرقة مهدية أنا زعيم بنجاة من يرم فيها المواطن وسلك في الطعن منها السبل المرضية ) ، يقول السيد الشهيد (قدس سره) وهذا هو المنهج الذي يخططه الإمام المهدي (عليه السلام) للتخلص من هذه الفتنة وهو مكون من فقرتين : الفقرة الأولى : الالتزام بالتقية كما ورد عن آبائه المعصومين (عليه السلام ) ( التقية ديني ودين آبائي ) ، وقولهم (عليه السلام) ( من لا تقية له فلا دين له ) ، ومخالفة هذا الأمر بشكل يوجب الضرر مع عدم وجود مصلحة إسلامية مهمة في إحداثه يعتبر من اشد المحرمات في الإسلام . ومن ثم نرى الإمام (عليه السلام) يعبر عن هذه الفتنة بنار الجاهلية بمعنى إنها تمثل انحرافا أساسيا عن الإسلام و يكون من يثيرها من قواعده الشعبية مساعدا على هلاك إخوانه المؤمنين.

الفقرة الثانية : الالتزام بالهدوء و الخلود إلى السكينة وضبط الأعصاب وعدم التعرض المباشر إلى القلاقل الحادثة طبقا لقوله تعالى : ( وإذا مروا باللغو مروا كراما ) ، و لذا نراه (عليه السلام) يقول أنا زعيم ــ أي كفيل وضامن ــ بنجاة من لم يرم فيها المواطن ــ يعني مواطن الهلاك ــ و تجنب الاشتراك الفعلي في القلاقل وسلك في الطعن منها ــ يعني الفتن و الاحتجاج على وقوعها ــ السبل المرضية في الإسلام بالاعتراض الهادئ وإبداء الرأي الموضوعي الصحيح و من هاتين الفقرتين نفهم رأي الإمام (عليه السلام) في هذه الفتن ومرارته وأسفه منها واعتراضه على مسببها من أهل الإسلام بما فيهم بعض قواعده الشعبية . و في هذا المقطع من الرسالة لم يبحث السيد الشهيد (قدس سره) مورد انطباقه على عصر صدور الرسالة وخصوصا ( يهول بها فرقة مهدية ) ، فلم يذكر لنا مصداقا على هذه الفرقة المهدية لا في زمن صدور الرسالة و لا الأزمنة اللاحقة وهو مما يؤكد على عدم انطباقها على زمن صدور الرسالة فلا بد أن تكون من العلامات القريبة على زمن الظهور فتكون مطابقة لقوله (عليه السلام) ( أمارة لأزوف حركتنا ) ، وبما أننا نتوقع أن يكون زماننا إن شاء الله تعالى هو زمن الظهور فينبغي علينا أن نبحث عن مصداق هذه العبارة في زماننا وهذا البحث نوكله إلى فطنة القارئ الكريم بعد بيان بعض تفاصيل هذا المقطع المهم من الرسالة . إن قوله (عليه السلام) عن هذه الفتنة ( يحششها عصب أموية ) توحي بان هذه الفتنة يشعل فتيلها عصب أموية ممن لا يقر بولايته (عليه السلام) من أهل الإسلام و تكون سببا ومحفزا لمجموعة كبيرة من قواعده الشعبية لخوض غمارها ( يهول بها فرقة مهدية) و يتضح من كونها فرقة إنها ليست بالعدد القليل نسبة إلى الفرقة العسكرية أو إنها فرقة أي انفردت باتصافها بهذا العنوان عن باقي القواعد الشعبية التي تحمل العنوان الشيعي العام و إن كانت منه ولكنها اتخذت عنوانا خاصا مرتبطا بالإمام المهدي (عليه السلام) فسميت مهدية ومع كونها تحمل هذا العنوان وتتسمّى به إلا أنها منحرفة في واقع الحال كما قال السيد الشهيد (قدس سره) : و يكون من يثيرها من قواعده الشعبية مساعدا على هلاك إخوانه من المؤمنين ، و هذا يوحي بان لها قائدا يقود هذه الفرقة و بسوء تصرفه وتقديره للأمور يقودهم إلى الهلاك وسخط الإمام (عليه السلام) و لكن ألطاف الإمام (عليه السلام) لا ترفع اليد عن هذه القضية فيقول (عليه السلام) : ( أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن ) كما اشرنا إلى كلام السيد الشهيد قدس سره في الفقرة الثانية . و من الواضح إن هذه الجهة التي لها القدرة و الحق على الطعن والاحتجاج على وقوع هذه الفتنة لا بد أن تكون قيادة شيعيّة أيضا و لها الأهمية الكبرى عند الإمام (عليه السلام) لضمانه لنجاتها ويمكن القول أنها تمثل المرجعية الرشيدة في عصر حدوث هذه الفتنة وهذا المعنى أبين من الشمس لأسلوبها المذكور في التعامل مع هذه الأحداث التي تكون سببا لنجاة وحفظ الثلة المؤمنة من القواعد الشعبية التي تتبعها فهي لا تستخدم الطعن المذموم و الشديد الذي قد يثير حفيظة هذه الفرقة المهدية من جهة و لا مسايرتها والرضا عنها وتأييدها لان دخول هذه الفرقة في الفتنة سبّب تأسف ومرارة الإمام (عليه السلام) وهذا التصرف تجاه الفتنة من قبل هذه المرجعية أو القيادة الصالحة دليل على حكمتها تجاه الأحداث والفتن التي يقتحمها الكثيرون بسبب طيشهم واندفاعهم وقلة وعيهم وعدم أهليتهم لقيادة أنفسهم فضلا عن قيادة جملة من القواعد الشعبية للإمام (عليه السلام) و لكن هذه القواعد الشعبية مفتونة بهكذا قائد و لذلك سميت فتنة عصمنا الله وإياكم من اقتحام الفتن فما أكثرها في هذا الزمان كما ذكرتها الروايات إنها ( كقطع الليل المظلم ) .

النقطة الثالثة : قوله (عليه السلام) ( إذا حل جمادي الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه . ستظهر لكم في السماء آية جلية ومن الأرض مثلها بالسوية ) .


يقول السيد الشهيد (قدس سره) في هذا المقطع من الرسالة هو شيء لم نستطع أن نتبينه من التاريخ وهو لم يخص من الحوادث إلا القليل ، سوى بعض الحوادث الطبيعية التي سنشير إليها في النقطة القادمة ، وفي النقطة القادمة المشار إليها يذكر السيد الشهيد (قدس سره) المقطع اللاحق من رسالة الإمام (عليه السلام) : ( ستظهر لكم في السماء آية جلية ومن الأرض مثلها بالسوية ) ، و يقول (قدس سره) و ظاهر سياق التعبير كون هذه الآيات تظهر في جمادي الأولى أيضا من نفس العام وهو سنة 410 هـ أما ما حدث في الأرض فقد حدثنا التاريخ انه في النصف من جمادي الأولى من هذا العام أي 410 هـ فاض البحر المالح وتدانى إلى الايله ودخل البصرة بعد يومين وأما ما حدث في السماء فهو تتابع سقوط النيازك الضخمة كالذي حدث عام 417 هـ .


فان قيل انه مخالف لظاهر العبارة من أن الآية الأرضية والسماوية في نفس العام يمكن الجواب فيه أننا بين أمرين:


الأمر الأول: رفع اليد عن هذا الظهور ونكتفي بصدق وقوع الآية الأرضية .


الأمر الثاني : أن نفترض إن هناك أية سماوية في نفس العام وهي غير منقولة في التاريخ .


ويمكن مناقشة هذين المقطعين من عدة جهات .


المقطع الأول : ( إذا حل جمادي الأولى ................في الذي يليه ) .


الجهة الأولى : من الممكن أن تكون هذه العبارة منفصلة تماما عن العبارة الثانية أي إنها ليس لها علاقة بالمقطع الثاني ( ستظهر لكم في السماء .... مثلها بالسوية ) ، بل يكون هناك حدث معين في جمادي الأولى يفترض بالقواعد الشعبية للإمام (عليه السلام) أن تأخذ منه العبرة ثم يكون حدث آخر في الذي يليه يفترض بالقواعد الشعبية أن تستيقظ من رقدتها وهي الغفلة التي تصاب بها هذه القواعد الشعبية بسبب طول مدة الغيبة وهذا المعنى يمكن أن نفهم منه أيضا إنّ هذين الحدثين يكونان في الزمن القريب من الظهور لرفع الهمة وزيادة الاستعداد كما هو الحال في الصيحة التي تحدث في شهر رمضان والتي تكون من الأمور المنبهة والمحفزة للقواعد الشعبية للإمام المهدي (عليه السلام) كما عبرت عنها الروايات الشريفة بأنها توقظ النائم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرسالة الأولى (ج1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية :: خاص بالمرجع (دام ظله) :: مع الامام المهدي ( عليه السلام )-
انتقل الى: