مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية

موقع ينشر فكر المرجع العراقي آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 [b]مقابلة الإمام المهدي (ع) في زمن الغيبة الكبرى[/b]

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كفاح الابراهيمي
فضلائي جديد



المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

[b]مقابلة الإمام المهدي (ع) في زمن الغيبة الكبرى[/b] Empty
مُساهمةموضوع: [b]مقابلة الإمام المهدي (ع) في زمن الغيبة الكبرى[/b]   [b]مقابلة الإمام المهدي (ع) في زمن الغيبة الكبرى[/b] Emptyالإثنين أغسطس 04, 2008 4:10 pm

بسم الله الرحمن الرحيم






ندخل بعون الله تعالى في بحث المقابلة جوابا على هذا السؤال القائل :






( لماذا لا توجد مقابلات للإمام المهدي عليه السلام في الجيل الحاضر؟ فقد يتبادر إلى الذهن إن هذا الجيل لا يستحق التشرف بالمقابلة لما وصل إليه من التدني بسبب الابتعاد عن الالتزام بالشريعة المقدسة أم هناك سبب آخر ).


ويكون الجواب عن هذا السؤال من عدة جهات :-


الجهة الأولى : أسباب المقابلة .


يجب أن نفهم أولا أن الإمام المهدي (عليه السلام) عندما يقابل شخصا أو جماعة من الناس يكون السبب الظاهري هو حاجة ذلك الشخص إلى مساعدة الإمام (عليه السلام) ويجد الإمام (عليه السلام) المصلحة في قضاء حاجته مع عدم وجود المانع وهو( أن لا يؤدي به عمله إلى انكشاف أمره وانتفاء غيبته وان لا يؤدي عمله إلى التخلف والقصور في تربية الأمة أو اختلال شرائط الظهور) فيسعى (عليه السلام) لقضائها , ولكن هناك سبب آخر (خفي) ويحتاج إلى شيء من التأمل وفهم سياسة الإمام (عليه السلام) في تثبيت قلوب قواعده الشعبية من جهة الاعتقاد بوجوده . فقد ورد في الحديث الشريف ( إن الله تعالى لو علم أن أوليائه يشكون لما غيّب وليّه ) وقد مرّت عملية تثبيت عقيدة غيبة الإمام (عليه السلام) بعدة مراحل نذكرها باختصار :-


المرحلة الأولى: التمهيد من قبل الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام )حيث قاما بالاعتزال عن قواعدهم الشعبية الأسبوع والأسبوعين ليربوهم على الشعور باحتجاب الإمام ويعتبر هذا التخطيط اللبنة الأولى للتمهيد العملي لغيبة الإمام المهدي (عليه السلام) .


المرحلة الثانية : التمهيد من قبل الإمام المهدي (عليه السلام) حيث اتخذ في بداية غيبته (الغيبة الصغرى) أربعة سفراء يمثلون حلقة الوصل بين الإمام (عليه السلام) وقواعده الشعبية لكي لا يكون احتجابه دفعة واحدة قد لا تتحمله القواعد الشعبية فتصل إلى الشك والإنكار كما ورد في الحديث السابق فمن باب اللطف الإلهي بالعباد جعل هذا التدرج وهو على شكل جرعات الواحدة أشد من الأخرى وحسب استعدادهم وصعودهم في مدارج الكمال فكلما ازدادوا كمالا استحقوا جرعة أكبر واختبارا أصعب وهذا هو المنهج الإلهي في الاختبار والبلاء وكما قيل في الحديث (أشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل ) .


المرحلة الثالثة :ما بعد الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى بالإعلان الذي أعلنه الإمام المهدي(عليه السلام) لسفيره الرابع علي بن محمد السمري بانتهاء السفارة وبدء الغيبة الكبرى وأنه لا ظهور إلا بعد طول الأمد وقسوة القلوب . ففي هذه المرحلة تهيئة ذهنية القواعد الشعبية لاستيعاب الغيبة الكبرى ووصلت كمالا لاستحقاق هذا الاختبار الكبير وهذا المعنى من أهم الأسباب التي دفعت الإمام المهدي (عليه السلام) لإنهاء السفارة بالإضافة إلى الأسباب الأخرى ..... وذكر السيد الشهيد (قده) في كتاب تاريخ الغيبة الكبرى ( ان الغيبة الصغرى بمثابة التمهيد الذهني للغيبة الكبرى ) .


المرحلة الرابعة : التخطيط الذي يتخذه الإمام المهدي(عليه السلام) في الغيبة الكبرى إلى زمن الظهور المبارك . وهو من المراحل الحسّاسة التي خفي فيها التخطيط التمهيدي (لو صح التعبير) ومع أننا قلنا سابقا إن القواعد الشعبية استعدت لتقبل الغيبة الكبرى إلا إنها تحتاج بين الفينة والفينة إلى تدخل من قبل الإمام (عليه السلام) كما هو عليه الحال في المقابلات المروية في بطون الكتب لكي لا يطول عليهم الأمد بعدم سماع خبر عنه (عليه السلام) فكانت إحدى أسباب المقابلات بل أهمها , حتى إذا ما وصلت القواعد الشعبية إلى مرحلة استيعاب الغيبة استيعابا كاملا وشاملا لم تكن بحاجة إلى هذا النوع من التمهيد فيمتنع الإمام (عليه السلام) عن المقابلات من هذه الزاوية وهذا المعنى يظهر بجلاء في الحديث الذي روي عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال (..... ثم تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر .... إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من كل زمان لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف ...) فقوله (عليه السلام) (ثم تمتد الغيبة ) يشعر بأن المراد من هذا الامتداد هو المراحل الأخيرة من الغيبة التي يتبعها الظهور المبارك ويؤيد هذا المعنى قوله (عليه السلام) (صارت الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ) وهذا المستوى الذي يحصل للقواعد الشعبية المؤمنة بالإمام (عليه السلام) لا يحتاجون معه الدفع العاطفي والتمهيدي الحاصل من الشعور بوجود ه (عليه السلام) المترتب على المقابلات فهم يعلمون يقينا بوجوده ولا مجال لديهم للشك مثقال ذرة فهم في حالة عالية من اليقين كالتي وصفها أمير المؤمنين (عليه السلام) (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا ) وبعد فهم هذه المقدمات يتضح الجواب بكل سهولة .


وهو ان عدم وجود مقابلات مع الإمام (عليه السلام) في الجيل الحاضر هو دليل قاطع على ان هذا الجيل وصلت فيه النخبة من المؤمنين إلى مرتبة عالية من الكمال بحيث صارت عندهم الغيبة بمنزلة المشاهدة وارتفعت لديهم كل مراحل التمهيد الذهني وهو أيضا بشارة خير بقرب الظهور المبارك .


الجهة الثانية : عنصر المباغتة .


لقد ذكرت الروايات الشريفة الواردة عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) إن الإمام المهدي (عليه السلام) يظهر فجأة بغتة على غفلة من الناس , وعنصر المباغتة هذا يتنافى مع الاستمرار في المقابلات ونحن نعلم يقينا أن الموالين والمناصرين للإمام (عليه السلام) ليس هم فقط المنتظرين له (عليه السلام) لأجل نصرته بل إن أعدائه أيضا ينتظرون ظهوره لأجل التصدي لحركته المباركة , حتى قيل إن في البنتاكون (وزارة الدفاع الأمريكية) ملف كامل للإمام المهدي (عليه السلام) ويفتقر فقط للصورة الشخصية , وبالتالي يحتاج الإمام (عليه السلام) إلى فترة من الزمن (جيل أو جيلين) لا يكاد يسمع عنه خبر أو مقابلة لزيادة شدة الاختبار على أنصاره ومواليه ( ليحيى من حي عن بينه ويهلك من هلك عن بينه ) . ولكي ييأس أعدائه من جهة أخرى . ويمهد لظهوره الأولي وبالعنوان الثانوي ...... من جهة ثالثة . وعليه يكون انقطاع المقابلات في الجيل الحاضر من هذه الجهة أيضا بشارة خير أخرى بقرب الظهور المبارك .


الجهة الثالثة :كمال المرجعية .


علمنا مما سبق التطور الحاصل للقواعد الشعبية عموما (أعطاهم الله من العقول والأفهام والمعرفة ) . وبما ان المرجعية الرشيدة تمثل القيادة النائبة عن المعصوم في زمن الغيبة الكبرى فهي أعلى وأولى بهذا الكمال الحاصل في آخر الزمان فإذا وصلت إلى المستوى المطلوب كمالا كان بيدها كل الحلول التي تحتاجها القواعد الشعبية دينيا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بما يتلائم وزمن الغيبة أكيدا , وهو مما يرفع عن كاهل الإمام (عليه السلام) الحاجة إلى التدخل الظاهري في كثير من الأمور , أما ألطاف الإمام (عليه السلام) فهي غير قابلة للإنقطاع كما في قوله (عليه السلام) إنّا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء ) .


الجهة الرابعة : الدفع نحو الكمال .


أي دفع القواعد الشعبية نحو كمال أعلى يؤهلهم للتشرف بظهور الإمام (عليه السلام) , فنحن وان قلنا فيما سبق إن القواعد الشعبية وصلت إلى مقام (الغيبة بمنزلة المشاهدة) إلا أن الغيبة ما زالت سارية المفعول , وهذا معناه أن الأمة لم تصل إلى المستوى المطلوب وبالعدد الكافي لنصرة الإمام (عليه السلام ) ونحن نعلم أيضا بأن الكمال لا متناهي . فيكون احتجاب الإمام (عليه السلام) والانقطاع الكامل حتى عن المقابلات دافع كبير لمحاسبة النفس والشعور بالتقصير تجاه الإمام (عليه السلام) والتسبيب بتأخير الظهور المبارك وهذا الشعور يكون له الأثر الكبير في السعي للحصول على الكمال اللائق للتشرف بظهور الإمام المهدي (عليه السلام) .


وبعد ما تقدم من الأجوبة يبقى هناك إشكال يجب علينا مناقشته ودفعه وهو (إننا ذكرنا فيما سبق ان السبب في عدم وجود المقابلات في الجيل الحاضر هو وصول النخبة من القواعد الشعبية إلى مستوى عال من الكمال , وعليه يفترض ان تزداد المقابلات تبعا لزيادة الكمال لا ان تنتهي كما ورد في الأجوبة السابقة , حتى إذا وصل الكمال إلى المستوى المطلوب ارتفع تماما احتجاب الإمام (ع) وأعلن الظهور المبارك ) .


ولكي ندفع هذا الإشكال لابد ان نوضح أولا مستويات المقابلة . فإنها ليست على مستوى واحد بل هي على ثلاث مستويات . نتعرض لها باختصار :-


المستوى الأول : مقابلة الإمام المهدي (ع) بالعنوان الثانوي (بخفاء العنوان ) أي باسم آخر وحرفة معينة يتخذها الإمام (ع) في زمن الغيبة ليتسنى له العيش بين الناس بشكل طبيعي وغير ملفت للنظر وهذا هو الأسلوب الذي يتخذه الإمام (ع) في زمن الغيبة فمن هذه الناحية يمكن ان يعرفه ويعاشره عدد كبير من الناس من دون ان يطلعوا على حقيقته وهذا ما تؤكده جملة من الروايات التي تقول ان الإمام اذا ظهر يقول الناس اننا نعرفه ( أي يعرفونه بعنوانه الثانوي) وهذا المستوى خارج عن إطار المقابلات وان كان في الواقع مقابلة صحيحة الا ان الانسان المقابل لا يعرف الإمام على حقيقته فلا يمكنه القول بأنه قابله وان كان في الواقع قابله عدة مرات .


المستوى الثاني : وهو مقابلة الإمام (ع) ومعرفة حقيقته بانه الإمام المهدي (ع) ولكن بعد انتهاء المقابلة وذلك من خلال ما يقيمه من حجة قاطعة على إثبات حقيقته وهي منحصرة بالمعجزة وهذا المستوى ما عليه الأعم الأغلب من المقابلات المروية في بطون الكتب .


المستوى الثالث : مقابلة الإمام المهدي (ع) بعنوانه الحقيقي ومعرفة ذلك اثناء المقابلة امّا بالتصريح من قبل الإمام (ع) نفسه مقرونا باقامة الحجة لإثبات حقيقته للشخص المقابل أو ان هذا الشخص الذي يقابله الإمام (ع) من الخاصة الموثوقين الكاملين الذين أوصلهم الكمال الى درجة المعاشرة والرفقة معه (ع) ومعرفتهم بعنوانه الحقيقي وهذا المستوى نادر جدا في أخبار المقابلة .


وبعد ان أخذنا فكرة كافية عن مستويات المقابلة يمكننا دفع الإشكال الآنف الذكر , وهو ان ما قلناه في الجهات السابقة جوابا على السؤال خاص بالمستوى الثاني من مستويات المقابلة , أمّا المستوى الثالث فهو مما لاشك فيه انه يزداد كلما وصلت النخبة من قواعده الشعبية ( الخاصة الموثوقين ) الى مستويات عالية من الكمال ولكن هذا المستوى مما لا يصل خبره الى عموم القواعد الشعبية لأنه مخالف لما هم عليه من الوثاقة والكمال واذا ما ادعى له مدع فسوف يكذب لا محاله الا ان ياتي بحجة قاطعة على صدق دعواه .


وينبغي لنا ان نقف وقفة قصيرة على معنى ( الخاصة الموثوقين ) المذكورة في المستوى الثالث من مستويات المقابلة .


ان الأسلوب الذي اتخذه الإمام الحسن العسكري (ع) عندما ولد الإمام المهدي (ع) هو السرية والتكتم وكان (ع) أمام أمرين ، الأمر الأول ان يعرّف قواعده الشعبية بالإمام من بعده ويكشف لهم حقيقته ، والأمر الثاني ان يخفي خبره حتى لا تصل اليه ايدي السلطات الحاكمة الغاشمة ، فلم يكشف (ع) الحقيقة ولم يخبر بها أحد إلا جماعة من خواص أصحابه من الموثوقين لكي لا يندرس ذكره وينكر وجوده من جهة ولا تصل اليه يد السلطة من جهة أخرى ، والخواص هنا بمعنى الأشخاص الذين تخلقوا بأخلاق أهل البيت عليهم السلام وتأسوا بهم علما وعملا ونهلوا من فيض علمهم فكلما كان الإنسان حاملا لتلك الصفات ومتخلقا بتلك الأخلاق المحمدية السامية كلما كان أقرب من المعصوم (ع) .


قال تعالى في كتابه الكريم على لسان نبيه محمد (ص) [ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ] ونفس هذا الأسلوب اتخذه الإمام المهدي (ع) في زمن الغيبة ( إلا في بعض الموارد المذكورة في المستوى الثاني حينما يجد الإمام (ع) المصلحة في المقابلة ) الى ان يأذن الله تعالى له بإظهار أمره وكشف ستره .


امّا بالنسبة للوثاقة فيمكن ان نفهم منها عدة معان :


الأول : ان الإنسان اذا عرف بمكان الإمام (ع) وعنوانه الحقيقي لا يحتمل فيه إفشاء السر مهما كانت الظروف الخارجية الضاغطة عليه شديدة ومؤلمة ومثال ذلك ما قاله أبو سهل النوبختي بحق السفير الحسين بن روح (رض) حيث سأل فقيل له ، كيف صار هذا الأمر (يعني السفارة) الى الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح دونك فقال ( هم أعلم وما اختاروه ولكن انا رجل القي الخصوم واناظرهم ولو علمت بمكانه كما علم أبو القاسم وضغطتني الحجة على مكانه لعلي كنت أدل على مكانه وأبو القاسم لو كانت الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه ) .


الثاني : عدم إفشاء السر مهما كان الضغط النفسي كبيرا فان النفوس الضعيفة لا تحتمل صون السر وتطمح الى كسب قلوب الناس باستغلال هذا المقام الجليل لو فرض انها وصلت اليه .


الثالث : عدم التأثر بالإغراءات والمصالح المادية والمناصب الدنيوية التي يصعب كبحها ومجابهتها الا لمن عصم الله .


والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
[b]مقابلة الإمام المهدي (ع) في زمن الغيبة الكبرى[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية :: خاص بالمرجع (دام ظله) :: مع الامام المهدي ( عليه السلام )-
انتقل الى: