الميلاد
الميلاد معجزة في ذاته، يتجدد عبر الأجيال ففي كل سنة يولد ذكر السيدة الزهراء (عليها السلام) من جديد، فذكرها لا يُنسى وفضلها لا يخفى، فهي الراضية المرضية الصديقة الشهيدة، المنصورة، الزهراء، فاطمة، الحوراء الإنسية، أم أبيها، سيدة نساء العالمين.
فهذه السيدة العظيمة جعل الله ميلادها معجزة تتحدث عنها الأجيال جيل بعد جيل متجددة عبر الأزمان ولا ينالها ملل الإنسان. فقصتها محفوظة في القلوب تجري من دمائنا مخلوطة بأنفاسنا نذكرها ولا ننساها ونستلهم الفخر من ذكراها. فكانت قصة ولادتها مشهورة كتب عنها العامة والخاصة كما نذكر مثالاً عنها، فقد كانت ولادتها (عليها السلام) كما رواه صاحب كتاب (عوالم العلوم والمعارف) نقلاً عن ذخائر العقبى:
روى الملاّ في (سيرته) أن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: (أتاني جبرئيل بتفاحة من الجنة فأكلتها، وواقعت خديجة، فحملت بفاطمة.
فقالت: إني حملت حملاً خفيفاً، فإذا خرجت حدثني الذي في بطني، فلما أرادت أن تضع بعثت إلى نساء قريش ليأتينها فيلين منها ما يلي النساء ممن تلد فلم يفعلن وقلن: لا نأتيك وقد صرت زوجة محمد صلّى الله عليه وآله.
فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف، فقالت لها إحداهن: أنا أمك حواء.
وقالت الأخرى: أنا آسية بنت مزاحم.
وقالت الأخرى: أنا كلثم أخت موسى.
وقالت الأخرى: أنا مريم بنت عمران أم عيسى، جئنا لنلي من أمرك ما يلي النساء.
قالت: فولدت فاطمة، فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها.
ومنذ تلك اللحظة أزهر العالم بنور الزهراء (عليها السلام) فكانت أروع نموذج للنساء وخير قدوة للعالمين بعد أبيها وبعلها سلام الله عليهم أجمعين
وقد حملت أعباء الحفاظ على الرسالة ونصرة الدين. فكانت أم الأئمة الذين حفظ الله بهم شريعة سيد المرسلين.
فسلام على الزهراء يوم ولادتها وسلام عليها يوم التحقت بالرفيق الأعلى وسلام عليها يوم تبعث مع الأنبياء والمرسلين