الشيخ النائلي : ان الازمة التي تعصف بعالمنا هي ازمة اخلاقية قبل ان تكون ازمة من نوع اخر

الشيخ النائلي : ان الازمة التي تعصف بعالمنا هي ازمة اخلاقية قبل ان تكون ازمة من نوع اخر

زار الشيخ عناد ألنائلي النائب الاول لرئيس مجلس المحافظة عشيرة البو حوالي برفقة السيد ياسر الياسري مدير جامعة الصدر الدينية –فرع الديوانية- وكل من الاستاذ حيدر شمخي والأستاذ رزاق حميد أعضاء لجنة المتابعة والمراقبة في مجلس المحافظة تلبية للدعوة الموجهة اليهم من قبل وجهاء وشيوخ عشائر المنطقة . حيث ابتدأ السيد ياسر الياسري الحديث قائلا :
"نتمنى من الله العلي القدير ان تكون هذه الزيارة بادرة نفع لأهالي المنطقة خصوصا وناحية الدغارة عموما ".
بعدها ألقى الشيخ ألنائلي كلمة جاء فيها :"ان حجم المعاناة التي يعاني منها ابناء المنطقة هي نفسها في جميع المناطق التي زرناها من قبل, سواء على مستوى عشائر او مناطق سكنية متمثلة بنقص الماء الصالح للشرب والكهرباء وغيرها من الخدمات وأعزا هذا التدهور في الخدمات الى عدة أمور أبرزها اولا :عدم وجود متابعة من قبل الأهالي للمطالبة بحقوقهم ثانيا التقصير الحاصل في الاداء الحكومة وهذا قد تكون أسبابه اما ذاتية او عامة كتدهورالواضح في الملف الامني والمحاصصة الطائفية والحزبية في البلد .
ثم اشار الشيخ الى نقطة جوهرية متسائلا فيها انه كيف يمكن للعشائر ان تأخذ الدور الحقيقي في هذه المرحلة أبالتباكي على الماضي والسباب ؟ أم بالمشاركة الواعية والحقيقية في الانتخابات وذلك بتأهيل ابناء العشيرة الأكفاء وضرورة اجتماع رأيهم على مرشح واحد تجنبا لضياع أصواتهم تاركين خلافاتهم ومشاكلهم وراء ظهورهم .
ثم نبه الشيخ الى ضرورة وعي ابناء العشائر لقضية الانتخابات ومراقبة الشباب المؤمن لسير العملية الانتخابية تفاديا لوقوع عمليات تزوير .
وفي ختام اللقاء شكر السيد ياسر الياسري ابناء المنطقة على حسن الضيافة سائلا الله التوفيق لهم والسداد .
من جهة اخرى حضر الشيخ عناد ألنائلي المؤتمر التربوي الاول الذي عقد في جامعة القادسية في كلية العلوم وقد ألقى الشيخ كلمة جاء فيها :
"ان النزعة الاجتماعية لدى الانسان فطرية كما هو مقرر في محله وان الإسلام وضع كل الأسس وهيئ كل المصادر لصياغة الانسان الذي يحمل بين جنبيه روح الانسانية . والإسلام حريص على إحاطة الانسان بمناعات اجتماعية وعقائدية وأخلاقية وتربوية اذ ان الانسان له قابلية التأثر وله القدرة على التأثير لذا كان من الضروري تكريس الوقت الكبير من جهدنا للتربية .
ان القضية التي تعصف بعالمنا هي ازمة أخلاقية قبل ان تكون ازمة من نوع أخر فالأزمات الأخلاقية تشمل سوء تعامل الانسان مع ذاته ومع محيطه ومع خالقه سبحانه فصار الانسان يدفع الثمن الغالي نتيجة التخبط الواضح في تشخيص الوضع . ان الإسلام هو دين الله القيم والشريعة السمحاء وفيه الحل لجميع المشاكل التي تعانيها البشرية لانها صادرة من الله عز شئنه وهو النظام الذي ينسجم مع فكر الانسان ومتطلبات حياته وتطوره . ان هذه الأزمة الأخلاقية لم تكن وليدة اليوم بل ابتليت بها المجتمعات السابقة وبفقدان الأخلاق فقدت السعادة الاجتماعية لذلك قال الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم " أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".
واليوم أفرزت الحضارات المادية السائدة أبشع صور الفساد الاجتماعي وأقسى مراتب الاستبداد السياسي بسب ابتعاد الناس عن شريعة الله السمحاء . ثم اكد الشيخ اذا أريد لامتنا الاسلامية ان تسير على هدى رسالتها فلابد لها ان تحكم بناءها الداخلي وتحفظ كرامة أبناءها ويصنعوا مجتمع خالي من السرقة والرشوة والربا والزنا وكل صفات الرذيلة وتسود فيه الفضيلة بكل ما تحمل من أخلاص وتعاون ورحمة ونحن مدعون للالتزام بما جاء به الإسلام من تعاليم وقيم فاضلة تمهيدا لبناء مجتمع أسلامي متماسك ونحن أولى من غيرنا في تطبيق التعاليم القادرة على خلق مجتمع سليم وما مؤتمرنا هذا الا جزء من هذه المنظومة التربوية التي يجب ان ننتهزها دعما للعملية التربوية في مجتمعنا ومن اجل النهوض بالواقع التربوي والأخلاقي . ثم شكر الشيخ ألنائلي جميع العاملين على اقامة المؤتمر وعلى راسهم الاستاذ الدكتور عماد الجواهري رئيس جامعة القادسية ولجنة التربية في مجلس المحافظة المؤقر والدكتور نوري عميد كلية العلوم لحسن ضيافته لهم .