مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية

موقع ينشر فكر المرجع العراقي آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضيلة الاسرار في الصدقة المندوبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السيد زمن المحنّة
مدير الموقع
السيد زمن المحنّة


المساهمات : 259
تاريخ التسجيل : 07/04/2008
العمر : 43

فضيلة الاسرار في الصدقة المندوبة Empty
مُساهمةموضوع: فضيلة الاسرار في الصدقة المندوبة   فضيلة الاسرار في الصدقة المندوبة Emptyالسبت أبريل 19, 2008 12:50 pm

فضيلة الاسرار في الصدقة المندوبة سلسلة أخلاقيات (2)
لا كلام في ان الاسرار في الصدقة المندوبة افضل من اظهارها للمعطى في اعطائها، و يدل عليه قول الصادق عليه السلام: «الصدقة في السر و الله افضل من الصدقة في العلانية‏». و قوله-عليه السلام-: كلما فرض الله عليك فاعلانه افضل من اسراره، و كلما كان تطوعا، فاسراره افضل من اعلانه‏» .
و انما الكلام في ان الافضل للآخذ في اخذها ان ياخذها سرا او علانية. فقيل الافضل له اخذها سرا، لانه ابقى للتعفف و ستر المروة، و اسلم لقلوب الناس و السنتهم من الحسد و سوء الظن و الغيبة. و عون للمعطى على العمل، و قد علمت افضلية السر على الجهر في الاعطاء، و اصون لنفسه عن الاذلال و الاهانة، و اخلص من شوب شركة الحضار، فان المستفاد من الاخبار:
ان الحضار شركاء من اهدى له في الهدية. و الظاهر ان الصدقة مثلها اذا كان الحضار من اهلها. قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «من اهدى له هدية و عنده قوم، فهم شركاؤه فيها» . و قال الباقر عليه السلام «جلساء الرجل شركاؤه في الهدية‏» . و قال-عليه السلام-: «اذا اهدى للرجل هدية من طعام، و عنده قوم، فهم شركاؤه في الهدية: الفاكهة او غيرها» . و قيل: الافضل اخذها علانية، و التحدث بها، لتنقية الكبر و الرياء، و تلبيس الحال، و ايجابه الاخلاص و الصدق، و اقامة منة الشكر، و اسقاط الجاه و المنزلة، و اظهار العبودية و المسكنة، مع ان العارف ينبغي الا ينظر الا الى الله، و السر و العلانية في حقه واحد، فاختلاف الحال شرك في التوحيد.
و الحق ان الحكم بافضلية احدهما على الاطلاق غير صحيح، اذ تختلف فضيلة كل منها باختلاف النيات، و تختلف النيات باختلاف الاحوال و الاشخاص فينبغي لطالب السعادة ان يراقب نفسه، و يلاحظ حاله و وقته، و يرى ان اى الحالتين من السر و الجهر بالنظر اليه اقرب الى الخلوص و القربة، و ابعد من الرياء و التلبيس و سائر الآفات، فيختار ذلك، و لا يتدلى بحبل الغرور، و لا ينخدع بتلبيس الطبع و مكر الشيطان. مثلا اذا كان طبعه مائلا الى الاسرار و راى ان باعث هذا الميل حفظ الجاه و المنزلة و خوف سقوط القدر من اعين الناس، و نظر الخلق اليه بعين الازدراء، و الى المعطى كونه منعما محسنا اليه، او خوف الا يعطيه الناس بعد ذلك لعلمهم بما اخذه، فلينتقل عن الاسرار و ياخذها علانية، اذ لو ابقى نفسه على ما استكن فيها من الداء الدفين، و عمل بمقتضاها، صار هالكا و ان كان طبعه مائلا الى الاسرار، و ايقن بان باعث الميل اليه: ابقاء التعفف، و ستر المروة، و صيانة الناس عن الحسد، و سوء الظن و الغيبة، و لم يكن باعثة شي‏ء من المفاسد المذكورة، فالاولى ان ياخذها سرا.
و يعرف ذلك بان يكون تالمه بانكشاف اخذه للصدقة كتالمه بانكشاف صدقة اخذها بعض اقرانه و اخوانه المؤمنين، فانه ان كان طالبا لبقاء السر و اعانة المعطى على الاسرار، و صيانة العلم عن الابتذال، و حفظ الناس عن الحسد و الغيبة و سوء الظن، فينبغي ان يكون طالبا لها في صدقة اخيه ايضا، اذ يحصل ما يحذر منه: من هتك الستر، و ابتذال العلم، و وقوع الناس في الغيبة و الحسد بانكشاف صدقة اخيه ايضا. فان كان انكشاف صدقته اثقل عليه من انكشاف صدقة غيره، فتقديره الحذر من هذه المعاني تلبيس من النفس و مكر من الشيطان. و اذا كان طبعه مائلا الى الاظهار، و وجد منه ان باعث هذا الميل هو التطيب لقلب المعطى، و الاستحثاث له على مثله، و الاظهار للغير بانه من المبالغين في الشكر، حتى يرغبوا في الاحسان اليه، فليتنبه ان هذا الداء من الداء الدفين الذي يهلكه لو لم يعالجه، فليترك اخذها جهرا و التحدث بها، و ينتقل الى الاخذ خفية. و ان تيقن من نفسه بان الباعث هو اقامة السنة في الشكر، و التحدث بالنعمة، و اسقاط الجاه و المنزلة، و اظهار العبودية و المسكنة، او غير ذلك من المقاصد الصحيحة من دون تطرق شي‏ء من المفاسد المذكورة، فالاظهار الافضل، و يعرف ذلك بان تميل نفسه الى الشكر، حيث لا ينتهى الخبر الى المعطى و لا الى من يرغب في عطائه، و بين يدى جماعة يعلم انهم يكرهون اظهار العطية و يرغبون في اخفائها، و عادتهم الا يعطوها الا من يخفيها و لا يتحدث بها و لا يشكر عليها. ثم اذا جزم بكون الباعث اقامة السنة في الشكر، فينبغي ان يغفل عن قضاء حق المعطى، فينظر انه ان كان ممن يحب الشكر و النشر فيخفى الاخذ و لا يشكر، لان قضاء حقه الا ينصره على الاثم، و ان كان ممن لا يحب الشكر و لا يطلب النشر، فالاولى ان يشكره و يظهر صدقته.
و ينبغي لكل من يراعى قلبه ان يلاحظ هذه الدقائق و لا يهملها، اذ اعمال الجوارح مع اهمالها ضحكة للشيطان و شماتة له، لكثرة التعب فيها مع عدم تصور نفع لها، و العلم بهذه الدقائق و ملاحظتها هو العلم الذي ورد فيه ان تعلم مسالة واحدة منه افضل من عبادة سنة، اذ بهذا العلم تحيى عبادة العمر، و بالجهل به تموت عبادة العمر.

القسم الثقافي والاعلامي لمكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fudlaa.yoo7.com
 
فضيلة الاسرار في الصدقة المندوبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية :: خاص بالمرجع (دام ظله) :: القسم الثقافي والاعلامي-
انتقل الى: