مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية

موقع ينشر فكر المرجع العراقي آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضائل الاخلاق ورذائلها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السيد زمن المحنّة
مدير الموقع
السيد زمن المحنّة


المساهمات : 259
تاريخ التسجيل : 07/04/2008
العمر : 43

فضائل الاخلاق ورذائلها Empty
مُساهمةموضوع: فضائل الاخلاق ورذائلها   فضائل الاخلاق ورذائلها Emptyالجمعة أبريل 18, 2008 10:00 pm

(في فضائل الاخلاق و رذائلها)
فضائل الاخلاق من المنجيات الموصلة الى السعادة الابدية، و رذائلها من المهلكات الموجبة للشقاوة السرمدية، فالتخلي عن الثمانية و التحلي بالاولى من اهم الواجبات. و الوصول الى الحياة الحقيقية بدونهما من المحالات، فيجب على كل عاقل ان يجتهد في اكتساب فضائل الاخلاق التى هي الاوساط (1)
المثبتة من صاحب الشريعة و الاجتناب عن رذائلها التي هي الاطراف، و لو قصر ادركته الهلاكة الابدية، اذ كما ان الجنين لو خرج عن طاعة ملك الارحام المتوسط في الخلق لم يخرج الى الدنيا سويا سميعا بصيرا ناطقا كذلك من خرج عن طاعة نبي الاحكام المتوسط في الخلق لم يخرج الى عالم الآخرة كذلك.
«و من كان في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى و اضل سبيلا» (2) .
ثم ما لم تحصل التخلية لم تحصل التحلية و لم تستعد النفس للفيوضات القدسية، كما ان المرآة ما لم تذهب الكدورات عنها لم تستعد لارتسام الصور فيها، و البدن ما لم تزل عنه العلة لم تتصور له افاضة الصحة، و الثوب ما لم ينق عن الاوساخ لم يقبل لونا من الالوان، فالمواظبة على الطاعات الظاهرة لا تنفع ما لم تتطهر النفس من الصفات المذمومة كالكبر و الحسد و الرياء، و طلب الرياسة و العلى و ارادة السوء للاقران و الشركاء، و طلب الشهرة في البلاد و في العباد، و اي فائدة في تزيين الظواهر مع اهمال البواطن، و مثل من يواظب على الطاعات الظاهرة و يترك تفقد قلبه كبئر الحش (3) ظاهرها جص و باطنها نتن، و كقبور الموتى ظاهرها مزينة و باطنها جيفة، او كبيت مظلم وضع السراج على ظاهره فاستنار ظاهره و باطنه مظلم، او كرجل زرع زرعا فنبت و نبت معه حشيش يفسده فامر بتنقية الزرع عن الحشيش بقلعه عن اصله فاخذ يجز راسه و يقطعه فلا يزال يقوى اصله و ينبت، فان الاخلاق المذمومة في القلب هي مغارس المعاصي فمن لم يطهر قلبه منها لم تتم له الطاعات الظاهرة، او كمريض به جرب و قد امر بالطلاء ليزيل ما على ظهره و يشرب الدواء ليقلع مادته من باطنه فقنع بالطلاء و ترك الدواء متناولا ما يزيد في المادة فلا يزال يطلي الظاهر و الجرب يتفجر من المادة التي في الباطن.
ثم اذا تخلت عن مساوى‏ء الاخلاق و تحلت‏بمعاليها على الترتيب العلمي استعدت لقبول الفيض من رب الارباب، و لم يبق لشدة القرب بينهما حجاب، فترتسم فيها صور الموجودات على ما هي عليها، على سبيل الكلية اي بحدودها و لوازمها الذاتية لامتناع احاطتها بالجزئيات من حيث الجزئية، لعدم تناهيها، و ان علمت في ضمن الكليات لعدم خروجها عنها، و حينئذ يصير (4) موجودا تاما ابدي الوجود سرمدي البقاء، فائزا بالرتبة العليا، و السعادة القصوى، قابلا للخلافة الالهية و الرئاسة المعنوية، فيصل الى اللذات الحقيقية، و الابتهاجات العقلية التي ما راتها عيون الاعيان، و لم تتصورها عوالي الاذهان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fudlaa.yoo7.com
 
فضائل الاخلاق ورذائلها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية :: خاص بالمرجع (دام ظله) :: القسم الثقافي والاعلامي-
انتقل الى: