رابعاً :- أن يظهر العالم علمه . ففي الكافي : قال النبي محمد :- إذا ظهرت البدع في أمتي ، فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل ، فعليه لعنة الله . وفيه بسند صحيح عن الصادق قال : قال رسول الله :- إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي ، فأظهروا البراءة منهم ، وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كي لايطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة )) . أقول :- هذا عند الامن من الضرر والا كان التكليف التقية ، كما يظهر لك مما يتلى عليك ، فتدبر . خامساً :- طلب الصبر من الله تعالى . يعني من وظائف المؤمن في زمان الغيبة أن يسأل ربه عز وجل ليوفقه للصبر في مواقع يكون وظيفته ذلك لوجوه . منها : انه قد ورد في الأدعية المأثورة عنهم ، وقال : ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها ، حتى يسأله شسع نعله إذا أنقطع والإخبار في هذا المعنى كثيرة ، ويدل على المقصود أيضاً إطلاق ما ورد في الآيات القرآنية في الأمر بالدعاء ، فينبغي للمؤمن الدعاء لأعطاءه الصبر في مواقعه ، فانه شيء يستصلح به أمر آخرته ودنياه ويستجلب به محبة مولاه وطاعته ورضاه . ومنها : أنه كثير ما يشتبه على الانسان موارد الصبر بغيرها ، فيصبر في غير مورد الصبر ، ويتكلم في موقع الصمت ، ويصمت في موقع الكلام والتوفيق لسلوك سبيل الهدى والدعاء والتضرع الى الله تبارك وتعالى ليوفقه للصبر في مواقع الصبر ، والدعوة في مواقع الدعوة ، والطيش في موارد الطيش ، والبطش في مواقع البطش ، والغضب في مواقع الغضب . سادساً :- التواصي بالصبر في زمن غيبة القائم وهذه من الامور المهمة التي ينبغي الاهتمام بها والمواظبة عليها ويدل عليه وجوه . الوجه الاول : جميع ادلة الامر بالمعروف . الوجه الثاني : التأسي بالنبي والأئمة الأطهار كما يظهر لك من تتبع الإخبار خصوصاً ما رواه السيد الاجل علي بن طاووس في كتاب الإقبال عن النبي في خطبة يوم الغدير انه قال :- وفي علي نزلت والعصر وتفسيرها : ورب عصر القيامة إن الإنسان لفي خسر – أعداء محمد – إلا الذين آمنوا بولايتهم وعملوا الصالحات بمواساة إخوانهم وتواصوا بالصبر في غيبة غائبهم ..الخ . أقول : المراد بالتواصي بالصبر : أن يوصي ويأمر المؤمن اولاده واحفاده واهله وعياله وعشيرته وإخوانه وأحباءه وسائر المؤمنين بأمر القائم والصبر في غيبته على طول الغيبة وعلى ما يصيبهم من الفتن والبليات والطعن والاذيات وما يرون من الاعداء ، وجفاء الاخلاء وغيرها بأن يذكر لهم فضائل الصبر وتعقبه بالظفر والفرج حتى لاييأسوا بسبب طول الغيبة ولايرتابوا لما يرون أعدائهم في الراحة والسعة والنعمة ويعلموا ان ذلك مما اخبر به الصادقون فكما ظهر صدق ما قالوه من ابتلاء اهل الايمان وغلبة الاعداء كذلك يظهر صدقهم في ظهور الفرج والرخاء لهم ان شاء الله تعالى . وليعلموا ان من صبر وانتظر فاز بالفرج والظفر ، اما بالفرج الاعظم او بما دونه من اقسام الفرج ، بل نفس الانتظار من اقسام الفرج . الا ترى انه لو كان شخص مبتلى بديون كثيرة لكن يعلم انه يأتيه السعة بعد مدة من بعض النواحي تسلت نفسه بأنتظار تلك السعة وانقضاء تلك المدة ليستريح من مشقة تحمل ديونه او كان شخصاً مريضاً مبتلي بأمراض عديدة لكنه يعلم ان في بعض النواحي طبيباً حاذقاً يأتيه بعد مدة فيعالجه ويستريح من تلك الامراض ، كان انتظاره لانقضاء هذه المدة ومجيء ذلك الطبيب المعتمد تسلية لنفسه وتقويه لقلبه وتفريغاً لهمه وتسكيناً لغمه .
الأربعاء مايو 14, 2008 1:25 pm