تأليف السيد محمد كاني مدير مكتب جماعة الفضلاء في الديوانية
الإهداء
الى كل عين تنظر بشوق وحنين الى الإمام الغائب (عجل الله فرجه الشريف) .
والى كل قلب يتلهف دقات الظهور .
والى كل دم سفك وهو يحمل حب الإمام المهدي .
والى روح المرحوم الشيخ ناظم البديري .
أهدي هذه الكلمات ...
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين .
المهدي المنتظر صاحب الزمان هو من ذرية الإمام الحسين من ولد فاطمة الزهراء ، فهو ينحدر من علي بن أبي طالب وفاطمة جاء في الحديث المهدي من ولد فاطمة وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبشري يا فاطمة المهدي منك ، وجاء عن علي انه من ولد الحسين .
إذن نعرف من هذا كله إن الإمام المهدي من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهو آخر الأئمة ألاثني عشر الذين بشر بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال : بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش وهو من ذرية الطاهرة فاطمة الزهراء ومن أحفاد الإمام الحسين الشهيد .
هناك آيات عديدة مؤولة بالإمام المهدي وقد اتفق العلماء على هذا التأويل اعتماداً على نصوص الأئمة منها قوله تعالى وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْض القصص 6,5 , فآل محمد هم المستضعفون في الأرض فقد ظلموا على مر التأريخ وسيجعل الله تعالى حداً لهذه المظلومة وينتصر لآل محمد على يد المهدي المنتظر فهو الوارث لهذه الأرض بالحكم والعدل ، وقال تعالى وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وقال تعالى وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ الأنبياء105 إن قضية الإمام المهدي المنتظر الذي بشر به الاسلام وبشرت به الاديان من قبل ، قضية انسانية قبل ان تكون دينية أو إسلامية فإنها تغيير دقيق عن ضرورة تحقيق الطموح الانساني بشكله التام .
وقد ترك الإمام المهدي للأمة الإسلامية خلال مرحلة الغيبة تراثاً غنياً لايمكن التغافل عنه .
تؤكد الأحاديث الشريفة وباهتمام بالغ على عظمة آثار انتظار الفرج وظهور الإمام فبعضها نصفه بأنه أفضل عبادة المؤمن عن الإمام ، حيث يقول الإمام الصادق طوبى لشيعة قائمنا ، المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره أولئك أولياء الله الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ولذلك فان انتظار الفرج هو أعظم الفرج كما يقول الإمام السجاد فهو يدخل المنتظر في زمرة أولياء الله .
وتعتبر الاحاديث الشريفة ان صدق انتظار المؤمن لظهور إمام زمانه الغائب يعزز اخلاصه ونقاء ايمانه من الشرك .
يقول الإمام الجواد له غيبه يكثر أيامها ويطول أمدها فينظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون .
فالمؤمن المنتظر مولاه كلما اشتد انتظاره ازداد جهده في التهيؤ لذلك بالورع والاجتهاد وتهذيب نفسه وتجنب الأخلاق الرذيلة والتحلي بالأخلاق الحميدة حتى يفوز بزيارة مولاه ومشاهدة جماله في زمان غيبته كما أتفق على ذلك جمع كثير من الصالحين ، ولذلك أمر الأئمة الطاهرون فيما سمعت من الروايات وغيرها بتهذيب الصفات وملازمة الطاعات . فالمؤمن يجب عليه واجبات اتجاه الامام المهدي في الدنيا لكي يكون من محبي وانصاره عند ظهوره لكي يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد ان ملئت ظلماً وجورا ، لكي نكون على قربى من امام زماننا علينا .
ان وظائف عديدة يجب اتباعها وهذا الكتيب سوف يوضح الحلقات الخاصة والمراحل والوظائف والواجبات المتعلقة بظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه وسهل مخرجه وجعلنا من محبي أهل بيت النبوة ومن شيعة أمير المؤمنين وأهل بيتهومحبيه والسير على طريق الهدى والرحمة والآل.
الأربعاء مايو 14, 2008 1:12 pm